في عصر متلاطم بالثقافات والأفكار، يشيع فيه الصراع الفكري بين كل الحضارات، يعيش الناس في كثير من الأحيان، اوهاماً لا يستطيعون التخلص منها، وحضارة العصر صنعت اوهاماً كثيرة كأنها الأصنام خدع الناس بها زمنا ثم أفاقوا على أن كثيرا منها أوهام فقط، عندما ظهرت في الغرب المرحلة التي سموها عصر الأنوار، ونادى الفلاسفة والمفكرون بالتخلص مما أسموه التابوهات،

ظن الانسان الغربي انه أشرف على الغاية، وانه علم وامتلك المعرفة، ولكنه في مواجهة الحياة اتضح له أنه مخدوع وأنه صنع وهماً كبيراً سد عليه الآفاق ظنه منتهى المعرفة، لم ينقذه من ذلك ما أسماه علماً تجريبياً، ولا معرفة مصطنعة، وعاد كما كان يواجه فقداناً للمعرفة لغياب كثير من اليقين، الذي لم يعد يمتلكه،

فقد حمل معه في الطريق للحصول على المعارف الكثير من الأوهام، التي لم يستطع التخلص منها، والتي أفسدت عليه القليل من المعرفة التي أمكنه الحصول عليه، لأنه آمن وهماً بأن كل ما عرّفه من قبل من العلوم والمعارف قبل ما أسماه عصر الأنوار هذا أوهام أسقطها من حسابه، وكل ما استجد في هذا العصر هو الاساس الذي سيقوده إلى اليقين المعرفي، ولكنه وقع فيما هو أشد الاوهام طمساً للحقائق

، ففي ما قبل عصر الأنوار هذا الكثير من المعارف والعلوم التي بنى عليها الكثير من أفكار عصر الأنوار هي معارف حقيقية ولكنه بظهور نظريات القطيعة مع كل معارف الماضي صنع جداراً فولاذياً حال بينه وبين كثير من الحقائق اليقينية، منها حقائق في الأديان إنكارها شوه عليه حياته، فخلط بين الحقائق والأوهام،

فكم آمن بأوهام على أنها حقائق يقينية، وأنكر ما هو يعتني فعلا، فكثير مما جاء في الأديان، وثبت علمياً أنه يقين أنكره انسان العصر لضعف ثقة بها في عصر ما سمي عصر الأنوار، واستبدلها بأوهام لم يثبت لا بعلم تجريبي ولا منطقي أنها من اليقين حتماً، حتى أنكر حيناً وجود الإله الحق ذاته،

الواجب الوجود، الذي يزرع الطمأنينة في القلوب، واتخذ الهاً لا وجود له وان اسماه طبيعة حيناً، أو اسماه بعض الحين عقلاً، وخدمت الفلسفات الحديثة المبنية على الافكار اصلا هذا حتى اصبح اليقين لا يجده انسان هذا العصر دائماً، وإذا كان هذا هو فكر انسان العصر الغربي ، فكثير من اناس الشرق التحقوا به، واصبحوا يرددون ما يقول دون وعي،

فهم ممتلئون معرفة في الظاهر، خواء منها في الداخل، لو اختبروا وهم معرفتهم لا اكتشفوا انهم لا يمتلكون من اليقين شيئاً، ولأصبح ما اسماه تطوراً علمياً في كثير من الأحيان أوهاما لا تبني على أسس حقيقية، كذا المعرفة المزعومة لاكتشف انها وهم كما يقول ستيفن هو كينغ، ومن يرددون اليوم في مشرقنا العربي أن مجتمعنا لن يتغلب على ما اسموه بنية التخلف والتي زعموا انها متمكنة في شرقنا ولنتخلص منها فلابد لنا من الاستفادة بالمعرفة الغربية القادمة اصلا من عصر الانوار التي بدأت النظريات في الغرب تكشف ان بعض ما افرزه وهم لا معرفة،

والايام تكشف كل يوم عن كثير مما اثير غربا على انه حقائق يقينية يثبت الآن زيفه، ويبقى بعض من وثقنا بفكرهم او بعضنا واسميناهم مفكرين وهم في الحقيقة من واهمي المعرفة الذين لم يدركوا منها سوى القشور ولكنهم وجدوا من يصفقون لهم فتمادوا في أوهامهم ،

وخدعوا الآخرين بها، وهم اليوم بعد أن اكتشف الغربيون اوهام المعرفة الاشد أثراً من الجهل، هم يتخبطون في أفكارهم، فقدوا اول ما فقدوا اليقين الايماني الذي يمثله الدين، ثم هم بسبيلهم لفقد وهم المعرفة ثم العلم، فاذا هم يعيدون الى الصفر، يبحثون عن جديد في المعرفة فلا يجدو, ن فهل يشعرون؟.. هو ما أرجو والله ولي التوفيق.

ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *