أعذر كلّ المراقبين العاجزين عن فهمِ علاقةِ آل سعود بمواطنيهم.
بعد تفجير القديح صوّرتْ مواقع التواصل حشود تشييع جنائزِ الأبرياء أنها عصيانٌ و حشدٌ شيعيٌ يستقوي بإيران التي زغْردتْ و أذنابُها، فهوّلوا و أرعدوا مُلوّحين بتشكيل نقاط تفتيشٍ بديلةٍ عن الدولة.
فإذا المفاجأة الصاعقة أن يحلّ عليهم في القطيف أكبر مسؤولٍ في الحُكْمِ بعد الملك معزياً الأُسر مواسياً الجرحى.
و في خضمّ عزائه يواجهه شابٌ مَكْلومٌ بفقدِ عزيزٍ، مُحمّلاً الدولةَ مسؤوليةً. فيدور بينهما الحوار :
المواطن : “إذا الدولة ما تقوم بدورها فهي شريكة في هذا الجُرم”.
وليّ العهد : “أدري أنك منفعل..و لا ألومُكَ..الدولة قائمة بدورها..و أي أحد يحاول يقوم بدور الدولة سيُحاسب..لن تأخذنا في الله لومةُ لائم..ستبقى الدولة دولة و ستضبط الأمن حيال كل من يخالف كائناً من كان..خلّينا كلنا يد واحدة مع الدولة”.
المواطن : “و حنّا مع الدولة”.
وليّ العهد : “بارك الله فيك”. ثم صافحه واحتضنَه.
صارح المواطنُ برأيه دون خوف..و رد الحاكمُ بكلِ اعتدادٍ و حزمٍ.
خرج الأولُ واثقاً بحماية الدولة..و غادر الثاني مطمئناً بوضعِ الأمورِ في نصابِها الصحيح..و خابَ مَرَدةُ ساحلِ الخليجِ الشرقيِ بالخُذلان.
درسٌ في سَوْسِ الناسِ و حُكْمِهم..يُتقنُه حفيدُ مؤسسِ المملكة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *