عسيرٌ أن يختار إمْرُؤٌ بين (الكلام) و (الصمت).
فشَهْوةُ الكلامِ أعظمُ الشهوات..لا تتراجع و لا تَبِيد..عكس تَراجُعِ شهواتِ أخرى كالطعام بتقدمِ السن.
و (الكلام) مدخلُ كلِّ خيرٍ أو شرٍ..فقيلَ (الحربُ مبدؤها كلامُ)..و عن سيِّدِ الخَلْقِ “و هل يكبّ النَّاسَ في النار على وجوهِهم إلَّا حصائد ألْسنتهم”.
و خيرُ الكلامِ ما قَلَّ (أيْ قَرُبَ لنصفِ صمتٍ) و دَلَّ (أي بلغ غايتَه الخيْريّةَ).
لكن يبقى أعظم تَشريعٍ “من كان يؤمن يؤمنُ بالله و اليومِ الآخرِ فلْيقُلْ خيراً أو ليصمتْ”.
و الخيْريّةُ ليست فقط مضمونَ (الكلام)..بل أيضاً ظروفَه و نتائجَه و مَراميه لِئلَّا يُقال عنه (كلمة حقٍ أُريد بها باطل).
و للصمت زمانٌ و للكلامِ زمان..لكن يظلُّ الصمتُ في زمن الكلامِ كلامُ .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *