إيمان يحيى باجنيد
صوت الموج كان يداعب اذنيها، أغمضت عينيها واستنشقت رائحة البحر..
كنّ يجلسن على مقربة منها، يتحاورن حول ما اقتنينه، أسماء لم تسمع عن بعضها من قبل، أو قد تكون قد قرأت عنها في لافتات المحلات التجارية أو إعلانات الصحف.
تذكرت أمرا مهما فتحت عينيها وقد نسيت جمال المكان
– لو رجعت الآن إلى المنزل خاوية اليدين لن أسلم من سؤال ابنائي.. ماذا أفعل.؟ الليل قارب على الانتهاء، وستشرق الشمس قريباً.
اتجهت عائدة إلى منزلها ، وأمام الباب حاولت أن تمسح الإحساس باليأس من محياها، رسمت ابتسامة حنونة، ثم دخلت إلى بيتها.. توجهت الأنظار نحوها في سعادة وترقب، وكانت العيون تتفحص ما تحمله معها علّها تجد شيئا غير مألوف، تحمله معها وعندما تأكد الجميع بأن لا جديد، تبخرت تلك السعادة مع ماتبخر من أمل.
لم تستطع أن تكمل ذلك الدور المتفائل أمام ابنائها فتنهدت قائلة:
– يارب
– نعم يارب هذا اللي لازم نقوله حبيبتي..
– لكن الأمر صعب.. ( وليالي العيد تبان من عصاريها)
كانت هناك دمعة سقطت في خجل أمام يقين أمها برحمة الله ..
ابتسمت الأم، وظهرت على محياها خطوط العمر الطويل، تحكي مصاعب لم تمر على تلك الشابة بعد، وكأنها تقول لابنتها: هناك من هم أسوأ منّا حالاً.. ثم استدركت وصاغت العبارة بشكل آخر : نحن أحسن حالا من غيرنا .!
دخلت حجرتها وتمددت في فراشها أخذت تحدث نفسها بقيت أيام قليلة على قدوم العيد نظرت إلى الأعلى قائلة:
– تركتها بين يديك وأنت أعلم بحالي (ثم حاولت أن تبعد تفكيرها في الأمر إلى أن نامت)…
ليست قضيتها وحدها، إنها قضية الكثيرين وإن تفاوت مقدار الاحتياج.. لماذا.. وكيف..ومتى؟ جميعها أسئلة تتباين فيها الإجابات ولا يمكن الجزم بأكثرها تأثيراً
تدرجت احتياجاتنا.. فبعضنا ينظر لأولويات الغير على أنها كماليات، ولا يمكن أن نحكم عليهم بقلة الوعي والتبذير وفقاً لما نراه بقدراتنا الاقتصادية، فهناك من ينظر إلينا بنفس النظرة،عندما عجز عن تلبية القليل مما أمتلكناه من مقتنيات، والحكم على أفعالنا هنا هو مقدار الرضا والقناعة النابعة من نفوسنا، وأيضاً يقيننا بدورنا تجاه من حولنا من أنواع البذل والعطاء لنيل الثواب والأجر الذي نصبوا إليه، ولتحقيق الترابط المجتمعي الذي يدعونا إليه ديننا فإن لم يكن.. فلعل أضعف الإيمان حينها الدعاء لهم بالفرج.
للتواصل / تويتر- فيس بوك eman yahya bajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *