شرائح الجوال قنابل محمولة ومخاطر أمنية

• صالح المعيض

صالح المعيض

سوق الاستثمار مفتوحة اليوم لكل من اراد أن يمتطي صهوة جياده، التي للأسف حينما تكبو تكون كبوتها دامية، لذلك يخشى الكثير ممن يستثمرون اليوم من تلك الكبوات، فيقعون في محاذير هي بكل مرارة الأقرب إلى التحايل واستغلال أية فرصة متاحة حتى لوكان على حساب إنسان ليس له في العير ولا في النفير، ليجد نفسه في الآخر اما محاصرا في ديون لاذنب له فيها، او في قضايا أمنية هو براء منها برأة الذئب من دم يوسف يختفي معها المجرم الحقيقي، وما كان ذلك ليكون لو أن كل استشعر مسؤوليته، هذه المقدمة سقتها أكثر من مرة حيث ذكرت في مقال سابق أن احد الشباب اطلعني على قائمة بشرائح جوالات متسلسلة من الصفر حتى العشرة صرفت باسمه وهويته دون علمه وجميعها تعمل وقد تم شحن بعضها بالآف الريالات من قبل مجهول، وطرحنا حينها تساؤل ذلك الشاب من خول شركة الاتصالات التي أحتفظ باسمها بصرف هذه الشرائح باسمه ؟ ثم ياترى مسؤولية من ماديا ومعنويا حيال استخدام تلك الأرقام وبهذه الكمية ؟ وهل هذا الشاب وحيدا ام واحد من مئات القوائم الحبلى بشرائح لم يطلبها حاملو بطاقات الهوية التي سجلت بأسمائهم زورا وبهتانا ؟ خصوصا وان هنالك من قد يستغل مثل ذلك في ارتكاب محاذير أمنية او خلقية لاحصر لها لاسمح الله ؟ أعادني للتحدث إلى هذا الموضوع هو أنني الاحظ هذه الايام وبصورة مكررة وعبر كل صلاة وفي كل سوق من يصرخ ويعرض شرائح جولات وبأرقام مميزة وبعشرة ريالات فقط، وحقيقة أن ترك الأمور لشركات همها في المقام الأول الربح المادي حتى لوكان على حساب أمن وأمان المجتمع، لاشك ان في ذلك إستغلال واضح، وتجاوز لكل التعليمات والضوابط التي تسن في هذا المجال.. لذلك حتى لاتتمادي مثل هذه الشركات في استغلال المواطنين مما يترتب عليهم مستحقات لا ذنب لهم فيها جشعا ورغبة في الربح السريع من خلال التنافس غير الشريف لنجد ان هنالك شركات تستغل ما يتاح لها من فرص تحقق ارباحا دون مراعاة للضوابط والتعليمات وحقوق الآخرين وأمن الوطن .. وليس من المعقول أن يكون المواطن الغافل عن أساليب الخداع والاحتيال المطمئن إلى ضوابط وأنظمة وقوانين تحمي حقوقه، صيدا ثمينا لتسويق منتجات الشركات، وإلا لما تقدم تلك الشركة بصرف (عشرة شرائح) بهوية واحدة دون علم صاحب الهوية ومن هو المستفيد الأول ـ طبعا هي الشركة حيث سيكون هنالك فرصة لمن لم يحملوا إقامات نظامية او ممن يضمر شراً ممن يريد صون بطاقته فيستسهلون هذا الأسلوب الخاطيء بأن يستحدموا شرائح هذه الشركة دون أخرى، ولعل ما تذمر منه مسؤولو الدفاع المدني وبعض القطاعات الأمنية مؤخرا من البلاغات الكاذبة وهذا لاشك من نتائج ذلك التسيب في صرف الشرائح دون توثيق، ونحن هنا نتساءل ايضا مثل هذا الشاب الحائر والمحتار ماذا ياترى يفعل ؟ فهو لوفرضنا شطبت الشركة الشرائح التي باسمه من يضمن عدم تكرارها ؟ ثم الأهم من يضمن انه لسنا جميعا معرضين لمثل هذا الاستغلال ؟ ثم من يتحمل لاسمح الله تبعات لو استخدمت في ما يخل بالأمن ؟ فالحصول على شرائح جوالات اليوم من اسرع مايمكن دون تعقيدات، وهذا مطلوب لكن ليس بطرق ملتوية على حساب الغلابا من البشر، ولا يعقل ان يبقى الحال على ماهو عليه ، واين يذهب مثل هذا الشاب وامثاله لتسجيل بلاغاتهم لكي يكونوا في مأمن من مخاطر مثل هذا الإنفلات في صرف الشرائح دون قيود فعلية ؟هذا وبالله التوفيق .

جدة ص ب ـ 8894 ـ فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *