دروس من كوريا

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد معروف الشيباني[/COLOR][/ALIGN]

تدرك إيران أنها لا تهدد أمريكا بسيوف كلامها، بل تعني إسرائيل بتهديد شَرطتْ تَحقُّقه بأن تكون تل أبيب البادئة. و هو حق طبيعي أن تدافع عن نفسك بعد الاعتداء.
لكن كوريا الشمالية شأنٌ آخر. رفعت أقصى درجات التعبئة مهددةً أنها ستكون المبادرة بضرب أمريكا، حتى نووياً.
تهديد أقرب للخيال. فمن ذا يقول لأمريكا «عينك في رأسك». لو هُدد مواطنها في أقصى الأرض لابتزّتْ دولة مهدده وشعبها. لكنها اليوم تخفض الصوت وتدعو كوريا لضبط النفس. وهو تصرف العقلاء نحو المجانين.
لكن العِبَر كثيرة: تذكيرٌ لواشنطن أن الظالم قد يُسلّطُ عليه أضعفُ منه ظلماً وعدواناً، فكلما تمادت في ظُلْمها شعوباً أحيتْ لها الأقدار قصاصاً لا تحتسبُه. وتوعيةٌ لركّابها أنها لا تهاب إلا الأقوياء حتى لو كانوا دونها بكثير، فمهابتُها كوريا اليوم أكثر من الصين وروسيا. والحقوق تُؤخذ بالهيبة وتُضيّع بالاستذلال. وتسليةٌ للمظلومين أن ربك لبالمرصاد.
أمريكا لا تدافع اليوم عن حدودها، فاحتمال العدوان ضعيف، بل عن هيبتها أمام صِغار العالم.
Twitter:@mmshibani