عودا الى ما قبل 13 عاما بالتمام والكمال حينما تذكرت وانا ارى حال جدة الصحي المتردي يقلق كل متابع للشأن الصحي والذي جعل ولي الأمر يوجه بما يمكن من التطوير الفعلي الجاد . حيث انه في 16-11-1422هـ تلقيت خطابا من مجلس تطوير الخدمات الصحية بمنطقة مكة المكرمة جاء مفاده ( بناءً على قرارات مجلس تطوير الخدمات الطبية بمنطقة مكة المكرمة في جلسته السادسة . بتاريخ 27-7-1422هـ الموافق 14-10-2001م برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رئيس المجلس وقتذاك. فقد تم اختياركم لعضوبة اللجنة الاستشارية للمجلس ) انتهى مختصر محتوى الخطاب المذيل يومها بتوقيع الأمين العام رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس تطوير الخدمات الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور سلطان باهبري رحمه الله.
وكنت بعدها قد قدمت شرحا وافيا عن الرؤى التي اراها ، وان حال الخدمات الصحية بجدة خاصة ومنطقة مكة عامة يحتاج إلى نقلة نوعية جادة ، وإن كنت مع كل آسف ومرارة أجزم بان حال الخدمات الصحية مع ضعف الإمكانيات آنذاك على ما هي عليه من سؤ أفضل بكثير مما هي عليه اليوم رغم الإعتمادات المالية المهولة والبني التحتية الجبارة وما ذلك إلا لسؤ الإدارة التي يلازم هذه المديريات دون تطوير جدي ملموس .
ومنذ ربع قرن وانا اتابع واقع الصحة بشكل عام وسبق أن سجلت ذلك عبر أكثر من مائة مقال ، وغيري كثر تناولوا ذلك وبقي الحال المتردي ملازما كواقع معايش ومسكوت عليه رغم تعاقب أصحاب المعالي . ولعل آخرهم معالي الوزير المهندس عادل فقيه الذي مع بداية توليه كتبت هنا ثلاثة مقالات متتالية تحت عنوان ( فقيه وكوارث جدة الصحية ) وذلك في 19-5-2014م أهنئ فيها معاليه بالثقة الملكية بتكليفه بالقيام بمهام وزير الصحة واتمنى أن تكون مقدمة بوادر وضع إستراتيجيات ذات بعد مستقبلي لعلاج اوجه القصور المتفشية حاليا وبشكل غير معقول .
وذكرت يومها كم سعادتي بصدق ما طرحته مشوبة بعدم الرضى لكون كل ما حذرت منه وقع وتضرر منه أناس كثر . ومن باب التوثيق فقد ذكرت انه لو نسخت إحدى مقالتي قبل 20 عاما حول هموم المريض مع وزارة الصحة فلا جديد اللهم إرتفاع ميزانية وزارة الصحة من 4 مليارات تقريبا الى أكثر 65 مليارا أخيرا وفي 17- 3- 2013 كتبت هنا تحت عنوان ( على الصحة السلام ) وفي 9 -2- 2014 تحت عنوان ( مشاكل جدة الصحية إدارية ) وفي 13- 4- 2014 تحت عنوان ( صحة جدة لاخدمة ولا دواء ولا تحاليل ).
وفي 20 -4 -2014 وقبل إعفاء معالي وزير الصحة السابق الربيعة بيوم تحت عنوان ( الامير مشعل ينتزع قناع الصحة بجدة ) وذلك حينما شدتني في تلك الفترات توابع عناوين كثيرة واذهلتني دون حراك وكان نصاب صحة جدة كبير. والحقيقة المؤلمة أنه رغم مرور 5 أشهر على تكليف معالي المهندس عادل فقيه وزيرا للصحة . أن الحراك لايزال ينتظر أن يتوافق مع الطموحات ، والتطلع إلى قرارات إدارية تسهم في تطوير الخدمات ، وتفكيك تجميدها ، فمستشفى الملك فهد بجدة لم يعد يؤدي الخدمة بشكل مرضي بل أصبح ميدان عراك إداري على حساب خدمة المريض .
وصدمت بالأمس القريب حينما بعثت رسالة إلى سعادة مدير الشؤون الصحية بتقديم حالة تثبت أن حال مستشفى الملك فهد بجدة أصبح يرثى له وهي الحالة الثانية التي اعرضها على سعادته بعيدا عن الإعلام في اقل من شهر. رد معتذرا بانه لا يستطيع تقديم أي خدمة لأن المستشفى لم يعد تحت إدارة الشؤون الصحية بجدة ، وهنا أدركت فعلا حجم المشكلة في الأشهر الأخيرة . فكيف يسند أكبر مستشفى يخدم المرضى من تبوك حتى جازان إلى إدارة مدينة الملك عبدالله التي لها ثلاث سنوات عجزت عن تشغيل المدينة ولو تدريجيا . ثم ما الجدوي من وجود مديرية للشؤون الصحية بجدة إذا سحبت منها اكبر ثلاثة مستشفيات : مستشفى الملك فهد ومدينة الملك عبدالله ومستشفى شرق جدة ؟؟!!
اليوم خدمات مستشفى الملك فهد ، لا ترقى للطموحات. والمرضى وذوو الحالات الحرجة يبقون في الطوارئ لأيام لأن أوامر التنويم مقننة بحجة قلة الإسرة والاطباء ، بينما الأسرة تحجز سلفا ولغير الحالات الحرجة.
لا أود هنا سرد سلبيات أكثر . لذا أعود وأكرر ما كتبته كل ذلك كان موثقا بمقالات منشورة خصوصا خلال السنوات الأربع حول حال الصحة وذلك ضمن الأطروحات الإعلامية المواكبة والمتتالية حول مشاكل إشكلات بعض المرافق الصحية وبشكل أصبح عاماً ولست الوحيد الذي يتناول هذا الهم . فالأحداث المؤلمة تتتابع على مدار الساعة حقيقة لا يساورها الشك أن ماعلى الأرض يتعارض مع تلك الإمكانات المهولة التي توفرها الدولة لوزارة الصحة والقطاعات الصحية والاجتماعية الأخرى والتي تجاوزت الـ (100 ) مليار ريال هذا العام هذا وللحديث بقية.

جدة ص ب ـ 8894 ـ فاكس 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *