[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد معروف الشيباني[/COLOR][/ALIGN]

إما أن نكون واقعيين أو تَنظيريّين. التنظير هو حال كل مُبتغي سلطةٍ بعالمنا العربي، أفراداً أو جماعاتٍ أو أحزاباً. يبيعون للناخب سراباً في هواء، أحلاماً في يقظة. 
فهم مُتَبتّلون بمحراب الديمقراطية وحريةِ الكلمة. وهم مُنزَّهون عن كل خطأ. فالأخطاء إنما خُلقت ليرتكبها منافسوهم، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. و هم سنامُ نقاء اليدِ و السريرةِ و اللسان. و هم أوفياءُ الحِكمةِ و حسنِ التدبير. و هم مُحاربو الفساد، مُنصفو الحقوق، مُراعو الضعفاء. و هم..و هم..إلخ. 
لا تخطر ببالك مَنْقَبَةٌ و لا وعد حقٍ إلا وجدتَ عندهم نصيباً وافراً، إما في أشخاصهم أو جماعتهم أو حزبِهم. 
و ذاك كله تَنظير في تَنظير. أبعد ما يكون عن الواقع. بل كثيراً ما نرى بيْنه و بيْن الحقيقة بُعد المَشرقيْن أو المغربيْن. لكن العامةَ للأسف تصدق الوعود الجوْفاء و ذَلاقةَ اللسان، فتَنْساقُ وراءهم. 
حتى إذا اعتَلَوْا كرسيّ الحكمِ أو الوزارةِ أو المسؤوليةِ لم يعودوا يحتاجون أصواتَ العامة. فإذا أفعالٌ و أقوالٌ إما غير ما قالوا، أو دون ما وعدوا، أو عكس ما أوهموهم. لا يَرقبونَ وقتَها ديناً و لا إلاً و لا ذمةً. 
فمتى يُفيقُ العامةُ من اغترارِهم بكلِ ناعق.؟. 
Twitter:@mmshibani

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *