الغربة الثقافية في زمن اللاهوية !!

• د.سعيد بن علي الفقيه

العالم العربي من الخليج إلي المحيط فقد هويته الثقافية بسبب الغربة الفردية النفسية، والاغتراب المجتمعي المنتشر في جسد الأمة العربية كما تنتشر النار في الهشيم !!.
فلماذا هذا التيه الفردي ؟!! وفقدان الوعي المجتمعي ؟!! ماهي أسبابه ودوافعه؟!! وهل يمكننا الحد من نتائجه؟!!.
أولاً لم يكن هناك حاجز قوي وسد منيع لأي ثقافة على مر الأزمان، وعلى مدى التاريخ البشري، حافظاً لها ومراعياً لها وموجهاً لها وقاعدة صلبة تنطلق منها مكونات تلك الحضارة مثل عامل الدين !! نعم إن الأديان السماوية باختلافها وتعددها، وتغيّرها من حقبة زمنية لحقبة أخرى كسلسلة متعاقبة كل منها ينسخ ما قبله !! حتى استقر الأمر إلي دين واحد للبشرية جمعاء!! ارتضاه لها رب البشرية سبحانه، فأصبح الدين الوحيد الذي لن يقبل الله من أحد أن يعبده إلا عن طريقه!! وبالتالي فهوية الأمة العربية بشكل خاص والأمة الإسلامية بشكل عام، من خلال مقدار تمسكها به، فكلما قربت منه زاد توهجها الثقافي والعلمي والمعرفي وبالتالي المحصلة النهائية موقعها الحضاري ودرجة تحضرها على سلم الحضارة العالمية !!.
إن الإعتزاز باللغة العربية هو إعتزاز بالحضارة الإسلامية وبالتقدم والتطور الذي أذهل العالم في يومٍ من الأيام، حيث وصل المسلمون إلي قمة الحضارة الإنسانية!! فكانوا شعلة من النور أضاءت جنبات العالم بأجمعه، بل إنها السبب الرئيسي في ما وصلت إليها الحضارة الغربية اليوم من تطور وتقدم، ولكن في الجانب المادي الدنيوي فقط!! وليس في الجانبين الديني والدنيوي!! كما فعلت الحضارة الإسلامية وبيدها مصباح اللغة العربية بل وقودها وفانوسها السحري !!.
والآن نرى العكس تماماً من شباب المسلمين والعرب فاقدي الهوية، غريبي الأطوار، مغتربي الثقافة!! أخذت بهم حمى التقليد بوناً شاسعاً، ومدى بعيداً!! حتى في لبسهم وطريقة كلامهم، وسلوكياتهم !! فهل ستعود الثقة العربية الإسلامية لأبنائها، فيفتخروا بها في يوم من الأيام ؟!! أتمنى ذلك!! وأتمنى أن لا يكون هذا الحلم مجرد كان ياما كان !!!.
ودمتم بود.
الرياض

[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *