[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

في استطلاع للآراء نشرت عكاظ في 11/9 / 1432هـ عن وفاة الأخت مستورة الأحمدي، الشاعرة التي اشتركت في مسابقة المليون، ادعى فيه أن العين أصابتها في القلب، وموتها المفاجيء الذي يدعي هذا الاستطلاع لم تُعرف له أسباب ومادام كذلك فالعين التي أصابتها وأدت إلى الوفاة، وليس كل من مات ولم تُعرف أسباب وفاته معيون كما يزعمون، فحالات كثيرة من الأمراض أو الحوادث تنتهي بالموت، ولم يُعرف ما كان يُعانيه المتوفى، وإذا عجز أهل العلم اليقيني من الأطباء الذين أمضوا العمر في دراسة علم الطب وممارسته عن كشف السبب فغيرهم أعجز عن كشف هذا السبب وإن ادعى علماً برقية، فليست الرقية علماً مأثوراً في الدين محدد المعالم يمكن تحصيله، كما هو الحال في تفسير الأحلام والرؤى، مما يدعيه البعض اليوم في مجتمعنا، ويزعم به علماً لم يعرفه الناس، ويروجه آخرون يستفيدون من ثماره، مثل هذا الذي هذ بما لم يعلم فادعى بأن المتوفاة مصابة بعين قاتلة، مستشهداً كما تقول الصحيفة بأن الإصابة في القلب نوع من العين تقتل أحياناً وأن العين تسبق القضاء حيناً، وأن الطب يعجز عن العلاج في مثل هذه الحالات، ليوحي بأنه وأمثاله الأقدر على علاجها، لهذا أقترح توظيف أمثاله في المستشفيات ليعملوا كما يقول على مدى الأربع وعشرين ساعة والحقيقة التي لا مراء فيها ألا سبيل يقيني للحكم على مرض هذا من الناس أو ذاك، أو أن ما حدث له من عجز أو وفاة إنما هو بسبب العين‘ فلا أحد يدعي القدرة على معرفة كيفية تأثير العين في المعيون، فهذا مما لا يمكن كشفه أو الوصول إليه حقيقة، ومن ادعى غير ذلك فقد كذب، وأكثر ما ورد في العين من الأحاديث ضعيف لا يمكن أن تبنى عليه أحكاماً يقينية، والقدر اللازم فقط مما يجب أن نؤمن به أن العين حق وأن للحسد تأثير، كما كيف يعمل في الأجساد فذاك ما لا سبيل إليه، وكفانا ترويجاً لمثل هذه الأفكار، فكم من مدعٍ للرقية أوقع بين الناس العداوة والبغضاء، حينما يزعم لبعضهم أن مريضهم أصابته عينً قريب أو صديق أو حبيب، ويأخذ في سرد أوصاف أو أحداث توحي إليهم بأن من يقصده معين من أهلهم وذويهم أو أحبائهم فتقع القطيعة بينهم حينما يذهبون إلى اتهامه بما لا يد له فيه البتة والأطباء كل يوم يكتشفون أمراضاً عضوية ونفسية كان يمكن تداركها وعلاجها، ولكن الأوهام من هذا اللون عن الطريق الأسلم للعلاج حتى استفحلت أمراضهم واستحال علاجها، فإلى متى يتم ترويج مثل هذه الأوهام، ألا نحتاج إلى موقف حزم يمنع الناس أن يستسلموا للأوهام، هو ما أرجو أن نفقهه والله الموفق
ص .ب 35485 – جدة 21488 – فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *