الخطوط السعودية تترنح

• صالح المعيض

صالح المعيض

المتابع لما آلت إليه حال خطوطنا السعودية يجد نفسه اسير مواقف موجعة ومفجعة علما بأنني ومنذ عشرين عاما تناولت بالطرح والنقد والإشادة كل ما يتعلق بالخطوط السعودية هذا المرفق الحيوي والهام والتنبيه إلى خطورة الوضع مستقبلا في ظل هذه الإجراءات الأشبه بالارتجالية ولكن للأسف كنا ولازلنا كمن ينفخ في قربة مخرومة وكنت واهما حيث اعتقد ان مرور عشرين عاما كفيلة بتقليص تلك السلبيات مع كثر ما يطرح عن الخطوط السعودية سيما في الخمس عشرة سنة الاخيرة لكن للاسف ما نمر به يوميا وعلى مدار الساعة يؤكد أن الحال بكل شفافية ومرارة من سيئ الى أسوأ رغم الدعم المادي الكبير الذي تضخه الدولة لدعمها وقد مللت ومل القارئ العزيز مما نطرحه ومما نرفقه من ادلة وشواهد حية ، وحقا إنه لأمر مؤسف أن يصل حال الخطوط السعودية إلى هذه الحال وحقا أكثر حزنا أن لاتجد من يفك اسرار هذه السلبيات التي تتصاعد يوما بعد يوم ، والذي يعالج القائمون على هذا المرفق قصورهم الإداري بتكيبل الركاب بقيود وتعقيدات لا داعي لها ، وتدل على أن الخطوط تدار بفكر دكاكيني أكثر من كونه مؤسساتي ، ولعل آخر تلك القرارات أن مجرد قطع التذكرة يعني أنك ستدفع غرامات سواء الغيت الحجز أم لم تلغه ثم وضع أسعار متفاوته لا نعلم على أي اساس وضعت وإلى متى ياترى يبقى الحال في تردٍ وهل يضطر المتضررون إلى التقاضي مثلما تطبق السعودية غرامتها بحقهم؟! فقد بلغ السيل الزبى حينما نرى النقد اللاذع يوجه للسعودية من ابنائها ومن تخرجوا وتدرجوا عبر مناصبها من طيارين وموظفين وخلافه..
والحقيقة اننا سعداء بأن لايمر يوم دون أن نسمع أن هنالك جهوداً وخطوات وأفكاراً تدرس ومشاريع تطرح لكن تكون سعادتنا أكثر حينما نلمس نتاج تلك الجهود حية على أرض الواقع تترجم تلك الإمكانيات وتلك الجهود وأنها فعلا تصب في رفع مستوى جودة الأداء وما تحاورنا ونقاشاتنا وحتى وإن ارتفعت حرارتها إلا لكون السعودية كانت تعد من أوائل الخطوط العالمية تاريخا وإمكانيات وكم نتمنى القضاء على إسطوانة تبريراتها من إيراد جملة (الحرص على سلامة ركابها او أن الطقس لايسمح بالحمولة المقررة سلفا) وأعتقد أن هذه من المسلمات البديهية التي تضعها أية شركة نقل ضمن أولويات اهتماماتها لكنها لاتظل شماعة تعلق عليها أخطاء التأخير أو تحويل المسارات وخلو المقاعد لذلك وأن تكرار مثل تلك الأسطوانة فيه أكثر من دلالة سلبية قد ترسخ لدى البعض من أن السعودية تمتلك (سكراب) من الطائرات المنتهية وهذا عكس الواقع تماما فتطوير العنصر الإداري ليرقى إلى مستوى المواكبة والمحاسبة وليس (من رأى كمن سمع) لذلك يبقى التطوير من خلال الدراسات والبحوث الميدانية واستقصاء آراء المتابعين مطلبا ملحا و من أهم أسباب القضاء على مشكلة تخلف الركاب ومعالجة كافة جوانب القصور فالتنسيق يكاد يكون شبه معدوم ، ولعل من الاهمية بمكان أن نشير إلى ان فكرة ( الشيك الذهبي ) كانت قاصمة الظهر للخطوط السعودية حيث فقدت معها خيرة موظفيها ، وتسابقت إلى جذبهم الخطوط الاخرى ، ثم أن ظاهرة تذمر الركاب على الخطوط الدولية اصبح يشكل هما آخر وخطورة أكثر وما حدث في موسم العمرة في الاسبوع الماضي من عدم وفاء السعودية بعودة المعتمرين وضعها على المحك الاخير الذي نتمنى أن تستفيد منها السعودية في تطوير شمولي مواكب ، وان تستفيد من النقد الذي يدرك كل متابع للخطوط السعودية انه كان نقدا هادفا وبناء ، وان لايمر القائمون على هذه المرفق على مايكتب مرور المدخن وهو يقرأ تحذير الامتناع عن التدخين وكأن النقد كما كان يقال ( كلام جرائد ) لايثبت صحته إلا بعد خراب مالطا هذا والله الموفق.
جدة: ص ب -8894 – فاكس -6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *