الحرس الملكي والتفاعل مع المجتمع

• صالح المعيض

صالح المعيض

شيء جميل أن تجد معظم بل جميع مرافقنا الحكومية تشارك في الفعاليات التي تعنى بالجوانب التوعوية التي تخدم المجتمع من وجوه شتى وذلك مما يعزز لحمة التعاضد الشمولي الذي يخلق مؤسسات قادرة على التكييف والتطوير بالأمس سررت كثيرا وأنا أقرأ أن (الحرس الملكي يبث رسائل توعوية عن الحوادث المرورية) حيث أنجز مواد توعوية مرورية متلفزة عن السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها قائدو المركبات. وأبصرت المواد التوعوية النور بفضل مجموعة من المنتسبين للحرس تولوا الكتابة والإخراج. وأتت المواد الفيلمية في ثلاثة أجزاء تظهر أخطاء السائقين المؤدية إلى وقوع حوادث السير؛ إذ تناول الجزء الأول مغافلة ابن لأبوية بأخذه مفاتيح سيارة الأب وخرج للشارع عابرا بطريقة خاطئة ما تسبب في اصطدام سيارة به وعالج الجزء الفيلمي الثاني مخالفة ارتكبها قائد سيارة بإجرائه مكالمة هاتفية غير ضرورية أضاعت تركيزه في القيادة ما جعله يلتحم بسيارة من الخلف وأتى الجزء الثالث مركزا على رجل يقود سيارته وهو تحت تأثير دواء مسبب للنعاس ما أشعره بعدم التركيز ليرتطم بسيارة كانت تسير في ذات الإتجاه. حيث انتهجت مجموعة الحرس الملكي في المنطقة الغربية المنتجة للعمل أسلوب الدراما في عرض المواد التوعوية وساهم في العمل مركز تلفزيون جدة إدارة المرور سرية الشرطة العسكرية مركز الاتصالات والهندسة والإسكان في الحرس الملكيهذا وقد درج الحرس الملكي على إنتاج مواد توعوية في مناسبات مختلفة في الأيام الدولية والأسابيع الخليجية مثل هذه الفعاليات والأنشطة تدلل على أن مثل هذه المؤسسات الحكومية لم تكن حصرا على مهام تخصصية فحسب بل أن الشأن العام يشكل هاجس جعل من تلك المؤسسات رافد من روافد رفع المستوى التوعوي لدى المواطن والمقيم في شتى مجالات الحياة خصوصا في جوانب مهمة كالمرور والمخدرات والصحة والبيئة العامة وخلافة وتكون المعطيات أكثر تاثيرا وإيجابية إذا كانت من قطاعاتنا العسكرية التي نكن لها كل التقدير فنجد بالإضافة إلى مهامها الرسمية تعكف على تقديم برامج توعوية هادفة تخدم الصالح العام وبصور متنوعة هادفة وذات طابع توعوي مواكب. وكنت قبل اربعة أشهر تقريبا في زيارة لمستشفى الحرس الوطني بجدة ولفت إنتباهي دعوة ضابط برتبة رائد لي ولمن يمر من امامه وتسليمي حقيبة وكذلك من معي تحتوي على هدية عبارة أن كوب مميز ومطويات عن قيادة السيارة المثلى وكذلك إحصائيات مفجعة عن الحوادث بالمملكة وما تخلفه من خسائر بشرية بين متوفى ومصاب ومعاق وخسائر بشرية في الممتلكات الخاصة والعامة شغلت بمحتوياتها وقت إنتظاري الطويل وأودعتها بعد ذلك مكتبتي الخاصة لما وجدت فيها من أسلوب توعوي خلاق ولا شك أن غيري ممن قدمت له مثل تلك الحقيبة وجد فيها ما لم يكن في الحسبان من هول نتائج تلك الإحصائيات المخيفة وحوادث المرور لدينا فعلا تشكل كارثة بكل ماتحتويه هذه الكلمة من معنى وتقول إحصائية مقبل اربعة أعوام إن نحو سبعة آلاف شخص يلقون حتفهم سنويا جراء الحوادث المرورية في المملكة أي بمعدل قتيل واحد كل ساعة تقريبا.و إن خمس المتوفين هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما وأن 78 في المائة من المتوفين تقل أعمارهم عن 45 عاما.و إن عدد الحوادث المرورية خلال عام 1427هـ بلغت 283648 منها 1481 إعاقة مستديمة كنتيجة مباشرة للإصابات الناتجة عن تلك الحوادث.إن مجمل الخسائر المالية التي يتكبدها السعوديون سنويا نتيجة للحوادث المرورية أكثر من 20 مليار ريال سعودي أي ما يعادل 4.7 من إجمالي الناتج القومي. وان التكلفة المادية من جراء الحوادث المرورية تعادل ثلاثة أضعاف ما يتم إنفاقه على قطاعي التعليم والصحة في المملكة سنويا. اليست ارقاما مخيفة تتطلب تظافر جهود الجميع ؟ هذا ما نأمله وبالله التوفيق

جدة ص ب 8894 ـ فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *