يشيع في الاحلام مقروءاً ومرئياً ومسموعاً هذه الأيام جدل يؤدي في الغالب الى ما يعطل التفكير السليم عند أهله، فترى كما هائلاً من هذا الجدل في كل مسألة تطرح للنقاش فيه، ما أن تعرض مشكلة أو قضية إلاّ وسمعت وقرأت فيها جدلا عقيما يملأ ساحات الإعلام، المتبازون فيه يتجادلون في كثير من الأحيان فيما لا يصح أن يجري فيه جدل،

واليوم يطرح في الصحافة مثلا جدلاً حول قضايا دينية محسومة، لا يصح أبداً أن يجري فيها جدل أصلاً واطراف الجدل فيها في الغالب غير مؤهلين علمياً للحديث فيها، ففي علم الحديث مثلاً نجد في الإعلام حديث عقيما عما يصح من الحديث وما لا يصح والمتجادلون لا يعلمون شيئاً عن علم الجرح والتعديل الذي يبني عليه تصحيح السند أو تصنيفه بل تجد بعض المتجادلين من لا يعرف شيئاً البتة في هذا الباب، وتجده يهاجم مصادر هذا العلم كلها عبر جهل عميق بكل شيء يخصه، وانما يردد عبارات حفظها عن بعض المتجادلين ممن هم أصلا غير مؤهلين في هذا العلم،

ويصل الأمر به الى انكار السنة أصلاً، حتى يكاد يخرج عن الملة أصلاً، وتجده يحكم بجهل على علماء في هذا الفن قديماً وحديثاً بالكذب، ولو علم الحقيقة لعلم الاكاذيب في هذا الجدل العقيم سواه، وتسمع وتقرأ لمن يهاجم سادة علماء الفقه عبر العصور، لانه قرأ رأياً سقيماً لعدو لهذا الدين من المستشرقين، أو من أصحاب مذاهب عرفت الأمة كلها ضلالها وقد يستمع لمتطاول على سادة علماء الامة، ممن سلك طريقاً لتحصيل شهرة على حساب الدين،

فكم في الساحة اليوم من رجال ضلوا فأخذوا ينشرون ما ضلوا به على الناس، ولو تتبعت سيرته لعملت انه قد سلك طريقاً وعراً يرى أنه من خلاله يشتهر، فتجرأ أن يقول في الدين بلا علم، ولعل بعض هؤلاء أعدّ في محاضن جهل بالاسلام في الغرب علّه يوجد ثلمة في كيان هذه الأمة حينما يشكلها في دينها، عبر ما ينشر بين الناس من جهل بأحكام الدين ومقاصده وقواعده، وتجده يعيش في رغد من العيش لا يجد مثله في أمضى عمره يحصل وسائل العيش بكل وسيلة ممكنة وإنما أُنفَق عليه لظن المنفقين عليه انه سيكون قادراً على تشكيله الأمة في دينه او افساد مصادره، وهيهات أن يصل الى ذلك حانق على الدين، تؤزه شياطين الأنس لتشويه حقائق الدين بما يطرح من أفكار سخيفة عن الدين الحنيف وعن أحكامه ومصادر العلوم فيه، وحتما لا يدفعه لذلك حب لهذا الدين فهو كما يزعم يصحح بعض مسائل فيه، وكيف يصحح أحد علماً هو جاهل به، ولو أصغيت لمثله لعلمت انه خادم لفكرة عداء نحو هذا الدين سبقه اليها منذ عهود سلفت شعوبيون، لما جاء الاسلام عطل مذاهبهم المبنية على جهل بالحياة وبالدين معاً، أو أهل دين سابق كاليهود والنصارى ظنوا أن شيوع الاسلام في هذا العالم خطر على أديانهم المحرفة، أو بشر ضلوا الطريق الى الله فصنعوا لأنفسهم أدياناً بشرية مبنية على الأهواء والشهوات، وما اكثرهم بين الناس قديماً وحديثاً، ويجد فيها مرضى النفوس ما يسعفهم مما ظنوه شدة عليهم في تكاليف الاسلام، وكما هاجم هؤلاء الاسلام عبر العصور، وحاولوا تشويهه عبر ما ينشرون من ضلالات حول أحكامه ومقاصده، ومن ذهب إلى الغرب يعلم أن هناك أقساماً في الجامعات تسعى عبر الادعاء بأنها تدرس الاسلام تشويهه، والمستشرقون الذين قل المنصف منهم، هذه هي كتبهم القديمة والحديثة تحمل في طياتها من الأكاذيب عن الاسلام ما لا يحصره العد، وتابع اليوم مؤسسات في الغرب لا هم لها سوى تشويه الاسلام، ولكن الله عز وجل تكفل بحفظ الاسلام عبر حفظ أحكامه فربنا يقول ( إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ويبين لنا أنّ لوناً من الكفر بالدين تغرم به النفوس فيقول : (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين . وما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين. لا يؤمنون به وقد خلت سنة الاولين ولو فتحنا عليهم باباً من المساء فظلوا فيه يعرضون. لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون) تشابه الضالون في كل عصر والزمان، هاجموا الدين فهزموا ولا يزالون، اللهم فثبت على دينك قلوبنا، واجعلنا ممن يعرفون الحق ويتبعونه، انت ولينا فانصرنا على القوم الضالين.
ص.ب 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *