الاهتمام بالشباب يصنع أمة حية

• عبدالله فراج الشريف

كل الأمم الناهضة التي تسعى الى تحقيق المزيد من التقدم لاوطانها تصرف جل اهتمامها بشبابها، لانها تعلم انهم هم وحدهم الذين سينهضون بالوطن ويرتقون بالحياة فيه، لانهم يملكون من الملكات والمواهب التي ما اهتم بها في مصانع الرجال المدارس والجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية والرياضية الا وقويت ابدانهم وصفت اذهانهم واصبحوا قادرين على العمل لوطنهم بقوة واخلاص ورفعوا شأنه، واي وطن يهمل هذه المؤسسات التي ترعى الشباب خاصة ما يعتمد عليه في اعدادهم الحياة فان اجيالهم الجديدة ستجد من يتلقفهم من اصحاب الدعاوي المضللة دينية او سياسية او اجتماعية ويدس لهم السم في العسل كما يقولون في مؤسسات الثقافة والرياضية وينمي فيهم كل ما من شأنه ان يبعدهم عن الجدية في الحياة والعمل من اجل النهوض بها ليسعدوا في وطنهم، وقد رأينا في كثير من البلدان ذات الموارد المحدودة كيف اعدت شبابها فنهضت في مدة يسيرة، وضاهت البلدان الاقوى مادياً ومعنوياً، ان امة كاليابان مواردها الاقتصادية شحيحة استطاعت باهتمامها بالنشء الى ان تصبح الامة المتقدمة علمياً واقتصادياً، وهنا في خليجنا العربي ولنا من الموارد ما يؤهلنا لنكون دولاً متقدمة ذات تأثير في هذا العالم أصبحنا في مؤخرة الأمم لقلة عنايتنا بالنشء حتى اننا اعداء لاوطانهم يسعون لتدميرها واشاعة الرعب فيها بالقتل والتفجيرات التي تطال كل مظاهر الحياة في الاوطان، وتضعف عندنا المراقبة لمؤسسات الثقافة والرياضية، وقد يصبح بعضها مرتعاً خصباً لدعاة العديمة الذين يجعلون الهدف من الحياة الموت، لا ليحيوا ديناً كما يزعمون وانما ليميتوا في الناس كل رغبة في الحياة والعمل لازدهارها، وهي مزرعتهم للاخرة ان لم يحافظوا عليها فلن يوفروا لهم امنا في آخرتهم، ويكذب دعاة الموت الخائبون انهم بما يفعلون يحيون الدين، وهم ولاشك كاذبون، بل هم يميتونه في نفوسهم بتصويرهم له بهذه البشاعة التي يراها الناس جميعاً يتكرر حدوثها كل يوم امام انظارهم وتبلغ اسماعهم، بما يقومون من قتل وتدمير، وهؤلاء الذين ينظرون لهم انما يخدمون اعداء الدين بكل ما اوتوا من قوة، وان غرهم الشيهان فظنوا احياناً انهم ينصرون الدين، والعناية بالشباب في مدارسهم وجامعاتهم بل وجماعاتهم ومؤسسات العناية بهم جسدياً وعقلياً حكم على الوطن واهله بالتخلف والضعف والاستكانة، فلا نهضة بلا شباب قوي في بدنه قادر بعقله على التفكير السديد والابتكار والاختراع وهو وهم لا يشك في ذلك عاقل، فجودة التعليم مطلب اساسي للنهوض بالوطن، والاهتمام بصحة الشباب وقوة ابدانهم هو عمل من اجل رقي الون وان تكون الحياة فيه سعادة، والاهتمام بنفسية الشباب وتأهيلهم ليمارسوا الحياة بسعادة وانطلاق امر مهم للغاية للوصول بالوطن الى احسن حالاته، ونحن ولاشك نود لهذا الوطن التقدم والازدهار فلنعد اجياله الجديدة لذلك، ولنحذر ان يتسرب الى نفوسهم شيء من الاحباط والكآبة المدمرة لهم، وهذا يقتضي عملاً له صفة الديمومة والجودة حتى اذا نجحنا صنعنا من الامة امة حياة تهابها الامم فهل نفعل هو ما ارجوه والله ولي التوفيق.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *