إن العالم يتحول … قادة أم مدراء …
أعزائي قادة المنشآت والشركات والمنظمات ..لا أذيع سرا عندما أقول لكم: إن الآلة والتكنولوجيا غزتنا وتحيط بنا من كل اتجاه .. محور أعمالنا الآن تؤديه الآلة أو الروبوت أو الحاسوب .. وما هو قادم سيكون غزوًا للروبوت أكثر شراسة، مما نراه ونعايشه اليوم .. الحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة التي تدار عن بعد .. تنام وتصبح معنا .. ونجد أنفسنا محاطين بها ..وبالتالي نجد أن التفاعل الإنساني والعلاقات الاجتماعية محدودة جدا وفي مواقع أو مواقف كثيرة تنعدم أو تختفي تماما .. وهذا بالطبع يؤثر علي العلاقات الأسرية، ومجتمع المدارس والشركات والشارع وغيرها.
ط
والسؤال الملح الذي أطرحه هو.. هل نحن في حاجة إلى مدراء أم إلى قادة ميدانيون في بيئة الأعمال الجديدة والتي تفتقد إلى العلاقات الانسانية التفاعلية بعيدا عن الآلة وأجهزة التكنولوجيا .. وماهي الصفات التي يجب أن تتوفر في كل من المدراء والقادة ..
عزيزي القارئ.. قبل أن أستطرد في الموضوع. لقد سألت أصدقائي على صفحات الفيسبوك نفس السؤال من منطلق التحليل والتقصي واستشراف المستقبل ..وأشكرهم على تجاوبهم ومداخلاتهم القيمة لإضاءة جوانب متعددة في موضوع مقالي هذا ..هل نحن في حاجة إلى مدراء أم إلى قادة لإدارة الأعمال في المستقبل؟ !
يا أصدقائي: إنني أرى أن المرحلة الحالية والقادمة تتطلب وجود قادة وليس مدراء .. حيث إن الآلة تكاد أن تلغي دور المدير في تصميم الإجراءات، والنظم والعمليات التشغيلية ..وأصبحت الآلة والحاسوب يقومان بكل تلك الأدوار والوظائف دون الحاجة إلى المدراء الذين يشرفون ويوجهون ويراقبون الموظفين أثناء تأديتهم لتلك المهام .. ولذلك أقول لكم إن الأمر محسوم .. فالعقدان القادمان يتطلبان إعداد قادة لإدارة وقيادة المنشآت والمنظمات.. ولكن بصفات ومهارات جديدة غير تقليدية يكون محورها الجانب الإنساني في العلاقات بين الموظفين، والإدارة وقادتها .. !
الإبداع والابتكار .. القائد العصري يجب أن يتحلى بالجرأة والإقدام لفحص وتجريب الأفكار الجديدة والمبادرات المبتكرة، دون تردد أو خوف من المخاطرة والفشل ..
الشفافية والوضوح .. نحن نعيش في عالم متغير متحول على الدوام، وهذه الظروف بالضرورة تتطلب تغييرا دائما في الاستراتيجيات والخطط والعمل على تقليل الضغوط والتوتر والقلق الذي يقع علي الفريق الإداري العامل معنا، وأن يشارك قادة المصالح موظفيهم، بالمعلومات والقرارات أولا بأول في مؤسساتهم.
استشراف المستقبل .. ليس بالضرورة أن يجيد المدير هذه المهارة ..ولكن يجب عليه أن يستعين بمراكز الفكر والإبداع دون خجل أو تردد .. بل يجب أن يعتبرها أحد متطلبات نجاحه في قيادة الآخرين.
الإنسان والآلة .. والقدرة على التعامل معهما في تناسق ومواءمة وإيجاد التوازن النفسي عند العاملين؛ حتى يتحقق الحماس والرغبة للعمل من أجل نجاح المنظمة.
التواصل الفعال .. المشاركة في القرارات وإيصال المعلومات تتطلب قيادات إدارية يتقنون فنون ومهارات التواصل والاستماع والحديث الواضح والصريح مع موظفيهم دون مواربة أو غموض.
وأخـيرا ..تسأل نشرة هارفارد للأعمال .. من هم قادة المستقبل .. وتجيب .. هم من يتقنون فنون الأسئلة الصحيحة.. أو من لديهم الإجابات الصحيحة. ومن يجلسون أمام عجلة القيادة، ويستطيعون أن يبحروا في عالم الأعمال ..
قادة المستقبل هم من يحملون مسؤولية تغيير الغد ..وليس البكاء على اللبن المسكوب. إنها فرصة الغد .. لفجر جديد.
التصنيف: