يسخر من الجروح كل من لم يعرف الألم

نيفين عباس
أجمل ما فى الإنسان ضميره خاصة عند وقوع المصائب على الأخرين
فهنا يظهر المعدن الحقيقى للبشر ويظهر إما إنسان شامت كاذب أو شخص أخذ الحكمة مما حدث ولم يضر صاحبها بها
السخرية من جروح الأخرين كثيرة ولا أدرى ما الداعى للسخرية هل نسى البشر أن كل ما يحدث لنا ما هو إلا أقدار عند الله مكتوبة !!

وأحياناً تكون السخرية من حاسد يتمنى زوال النعم من الأخرين وعند زوالها يجاهر بالشماتة والسخرية وكأنه لا يعرف الله ولا يخافه ، على سبيل المثال السخرية من المرضى

فنجد شخص يسخر من أخر يعانى من إعاقة ما أو قعيد أو قزم ويتبادل النكات والضحكات مع أصدقائه

وكأنه بهذه الخطوات السخيفة أصبح خفيف الظل ومحبوب ولا يدرى أن هذا الشخص يعانى من الألم أشده

فهو لا ذنب له فى حالته المرضية ويجب التعامل معه بإحترام أكثر من أى شخص أخر

ولماذا من الأساس السخرية هل نعيب الخلق أم الخالق

وبالتأكيد من يسخر من هؤلاء كان سيشعر بطعنات جارحة من كلمات الأخرين تجاهه إن كان هو من يعانى من مرض من تلك الأمراض !!

أيضاً من يسخر من إمرأة لم تنجب بعد ويظل التساؤل عن أسباب تأخير الحمل

وكأن بيدها أن تختار أن تصل إلى تلك المرحلة من النظرات الشامتة والكلمات الجارحة

بكل تأكيد لم تمر لحظة عليها إلا وإشتاقت للأمومة فلماذا نضغط على الجروح حتى تنفجر !!

من أشكال السخرية من جروح الأخرين أيضاً أمر فى غاية الخطورة يقتل الإبداع والأمل داخلنا وهو السخرية عند رسوب طالب فى الإختبارات

هذا الأمر خطير للغاية فبهذه الطريقة نقتل داخله الأمل فى النجاح

ولا أحد يدرى عن حجم الألم الذى عانى منه الطالب وسهر الليالى حتى يستطيع الوصول للنجاح ولكنه لم يوفق

أيضاً السخرية وإظهار الشماتة عند وفاة أحد الأشخاص ما هى إلا نوع من أنواع الوقاحة

فالموت لو أدرك من يسخر منه أنه حقيقة وحيدة فى الحياة ستمر علينا جميعاً ذات يوم لما سخر منها

فالموت يأخذ من هم أصغر ومن هم أكبر ويتخطانا ولكنه حتماً يوماً ما سيعود ليأخذنا معه فى الرحلة الأخيرة الأبدية

لا ينفع الندم بعد زلات اللسان فالكلمات الجارحة تخرج وتقتل كالرصاص ولكن دون صوت

لذلك يجب أن يحرص الإنسان على أن يكسب القلوب بالكلمة الطيبة فصمت الأخرين تجاه الكلمات الجارحة يطحن العظام

وقد يصل أحياناً إلى أن يدعوا علينا أشخاص لا نعرفهم ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب

ونكون دفعنا ثمن الإستهزاء بجروح الأخرين غالياً

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *