لا زالت معاناة المواطنين مستمرة، بسبب تخبطات وزارة المياه والكهرباء سابقاً ووزارة البيئة والمياه والزراعة حالياً !!
تغيّرت المسميات وتعددت الأسباب والضررُ واحدُ!!

فعلى سبيل المثال سكان مدينة الرياض يعانون الأمّرين من التغييرات الجوية، والعواصف الرملية، والغبار الذي لايكاد يفارق العاصمة، لكونها تقع في منطقة صحراوية تخضع لتقلبات الجو وتغير المناخ باستمرار وبالتالي كان لابد ممن ليس له بدُ!! لابد أن يتم غسل وتنظيف الأحواش والأسوار كما يسميها البعض بين فترة وأخرى !!

وبالتالي فهناك فئتان من الناس الأولى منَّ الله عليهم بمساحات كبيرة شيدوا عليها قصورهم وفيلاتهم الفاخرة في أحياء راقية، وتم إيصال مشروع المجاري لهم منذ زمن بعيد قبل أن يفكروا بالعمار!! فتجدهم يهدرون الملايين من المكعبات المائية طوال العام دون رقيب أو حسيب أو مساءلة!!

بل قد لا يعرف مراقبو تسرب المياه تلك الأحياء وليست ضمن جداول مرورهم الدوري والذي تكاد الأحياء المتواضعة وسكانها من ذوي الدخل المحدود، هم من تتكرر أرقام عداداتهم وصور منازلهم بشكل مستمر، وكأن ذلك المراقب ساكن أمامهم ليراقب حركاتهم وسكناتهم !! فلا تكاد قطرات من المياه تخرج خارج المنزل نتيجة لغسيل حوش صغير أو ري مشتل صغير إلا والإنذار ملصق على الباب والغرامة بالانتظار !! فهل ذلك من باب الأمانة والعدل والإنصاف ؟!! والمساواة بين شخص وآخر؟!!

ثم تتوالى التجاوزات بإصدار فواتير بمبالغ ضخمة أضعاف مضاعفة للفواتير المستحقة!! دون تراجع أو تصحيح للوضع، أو اعتذار من الوطن أو المواطن !! فما ذنب المواطن أو المستهلك بشكل عام من برمجة خاطئة وقراءة مغلوطة تحمله مالاطاقة له به من مبالغ لاذنب له فيها؟!!

ثم هناك هدر واضح وفاضح من مواقع معينة يا وزارة البيئة والمياه والزراعة ولكن لا أحد يراها من موظفيك ولا مراقبيك، بل إن ذلك المراقب إن قدّر الله أن مر بأحدها دون قصد فإنه يرفع ثيابه ويمشي على رؤوس أصابع قدميه لكي لا يبتل بينما عيناه مغمضتان فهو لا يرى شيئاً !!

ولا أنسى أن أذكر أن هناك انابيب تنكسر فتنسكب المياه العذبة منها سيولاً لتشكّل بحيرات دون أن تسارع وزارة البيئة والمياه والزراعة وتهرول للمكان لإصلاح ذلك الأنبوب بأسرع وقت وفي زمن قياسي كما تفعل مع مواطن بسيط غسّل حوشه فإذا بفلاشات المراقب تلتقط صوراً للمنزل من جميع الجهات والجوانب وكأنها فلاشات تلتقط لأحد المشاهير!!

يجب أن يكون هناك مؤشرات قياس الأداء الفعلي لكمية الاستهلاك المائي لكل مواطن ولكل حي!! المصانع والشركات والقطاعات الحكومية والخاصة تستهلك كميات كبيرة جداً من المياه وتهدر كميات أكبر فأين أنتم عنها !! ولكن قد ينطبق عليكم المثل القائل “يد لا تقواها صافحها”!!
تعرفة جديدة هزيلة وظالمة بل ومتجاوزة يدفع ثمنها البسطاء !! يجب أن يكون هناك دراسة حقيقية ووقوف حقيقي

للاستهلاك اليومي للمواطن والمقيم وليس تكهنات وتوقعات !! وتعديل شرائح الاستهلاك بناءً عليه!!
وآخيراً أين مفهوم الأمن المائي للمملكة العربية السعودية ككل وليس لمنطقة دون أخرى أو مدينة دون غيرها!!
ملف المياه ملف كبير وهام وحيوي ويجب أن يُعطى العناية الكاملة والعادلة لكي يتم تحقيق مفهوم الأمن المائي بالشكل الصحيح وبشكل مستدام بإذن الله .. ودمت ياوطني بخير!!

الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *