(يا علّها تسمح.. لوشفتها.! قلها)
إيمان يحيى باجنيد
تعلق في أذهاننا أبيات قصيدة، أو كلمات أغنية، أو حتى قول عن أحدهم، نرددها لساعات وقد تصل لأيام.. ليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بموقف معين، أو وافقت حدث ما..
لو كانت كذلك فهذا أمر مبرر.. إنما عندما تردد تلك الكلمات فجأة ودون سبب، وتظل ترددها في الصباح والمساء، ووقت الأكل وساعة الاسترخاء، هذا أمر يحتاج إلى وقفة.. إن رغبت في تلك الوقفة فافعل وإلا التجاهل خير علاج..
“هل ترانا نلتقي أم أنها… كانت اللقيا على أرض السرابِ
فإذا طيفك يرنو بلسمـًا… و كأني في استماع للجوابِ”
قد يبدو للقارئ أن هناك حالة من الحزن تمر بي جعلتني أردد هذه الكلمات.. وقد يحولها متخصص ويشخصها على أنها بقايا في العقل الباطن، ظهرت نتيجة لمحفز أوجدته حالة وجدانية مشابهة للمخزون الساكن في جنبات الذاكرة القديمة، نشأ عن تجربة مريرة مرت في حيوات أخرى لشخص عاش في القطب الشمالي، قبل قرن من الزمن.. وللأسف أضطررنا التضحية بالباقي من المخ حتى تعيش المعلومة..
نعود بعد التشخيص إلى كلماتي تلك.. هل ترانا نلتقي.. إنني أبحث حولي لماذا.؟ ولمن الخطاب وأين اللقاء.؟
نلتقي في موعد مبرم.. أو في زمن آخر.. أو نلتقي وكفى.. أفي مقهى.. في الطريق .. أو في وجوه المارة.. أم يكون ذلك يوم البعث؟
ألتقي بماض قديم.. أم صديق عزيز.. أم ألتقي بنفسي.؟
في كل الأحوال هناك موعد باللقاء.. طريقته وملابساته غير مهمة المهم أننا سنلتقي، قد يحمل ذلك اللقاء سعادة وفرحاً وقد يحمل ألماً وحسرة ، لقاءات نتمناها أن تحدث بصرف النظر عما تحمله معها من مشاعر لنتعرف عما تحدثه في نفوسنا وفي كل الأحوال سيبقى الأثر الذي تتركه.
يبدو أن حاجتي للقاء نفسي أصبحت ملحة، سأحاول أن أحجز موعداً قريباً يتناسب معها، فليس من المعقول، بعد هذا الانقطاع، أن لا تكون على استعداد لمقابلتي، وهي في مزاجها الجيد حتى تستوعبني بدون تحيز أو تحفظ، سألتقي معها في مكان هادئ نتناول قهوتي وأحدثها عما حدث لي عندما أبتعدت عني “يا علّها تسمح”..
للتواصل – تويتر- فيس بوك eman yahya bajunaid
التصنيف: