الشعوب وما أدراك ما الشعوب ؟!! إنها القوة الهائلة، والقنبلة الموقوتة، التي لا يستطيع أكبر جيش في العالم السيطرة عليها!! إذا قالت كلمتها كانت الكلمة الفصل لأي قضية. ومن أجل ذلك؛ فكل الدول والحكومات تخشى من كلمة الفصل أن تُنطق على لسان الشعوب !!
ولعل الأحداث التاريخية القريبة زمناً خير شاهد على المعنى الحقيقي لكلمة الشعوب. بداية بقاعدة الإنطلاق تونس ونهاية بتركيا – أقصد حتى تاريخه-!!
لكن قد يفهم البعض – كما حدث في بعض الدول أن تلك الكلمة والموقف – إنما هي لعبة جماهير بمعنى إذا لم يعجبك حاكم فأنزل إلي أرض الميدان وكما قيل الميدان ياحميدان !! لا ليس هذا المقصد ولا التعريف الحقيقي، والجوهري بمعنى كلمة الشعوب!! وإنما كلمة الشعوب الخالدة أن تقف موقفا مشرفا مع وطنك، ومع حكومتك إذا كانت صالحة!! ومعيار الصلاح بما يشعر به النسبة العظمى من الشعب من حالة الاستقرار والأمن والأمان والتطور في جميع المجالات وشتى الميادين!! وليس لأهواء ذاتية، ومصالح شخصية، ومكاسب مادية !!
وما حدث في تركيا لهو دليل ناصع البياض على وقفة مشرفة من الشعب التركي، للوقوف في وجه الانقلاب والانقلابيين!! فلماذا تصرف الشعب بهذه الطريقة المفاجئة، وبتلك الشجاعة العجيبة؟!! إنها بإختصار: صلح القائد فصلح الشعب.
عمل القائد من أجل وطنه، وشعبه، لا من أجل نفسه، ومكاسبه!! فعمل الشعب جميعاً من أجل الوطن والقائد!! معادلة قمة في العدل، تعكس مدى تطور فكر المواطن التركي، وتقدم الشعب التركي، رافعاً شعار: ( نعم للديمقراطية، والحرية، والشرعية، لا للخروج على الحاكم وتحقيق المصالح الذاتية، والأطماع الشخصية)!!
شعب حر قال كلمته، فياليت بقية الشعوب تنهج نهجه، وتحافظ على أوطانها، وبلدانها من الخراب والدمار، الذي يصاحب الخروج على الحكام وعلى الشرعية تحت أي شعار!!
الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *