وعاد إلى ميدان الحج فارسه

• صالح المعيض

صالح المعيض
منذ سنوات أكتفيت بأن أختم موسم كل حج بمقالة ثناء مستحق وإشادة واجبة يفرضها واقع وقع النجاحات التي تحققها المملكة بفضل الله في موسم كل حج، والثناء جملة ليس من السهل نطقها ولا من اليسير استحضارها ما لم يكن هنالك عمل جليل ومنجز عظيم، كنت مع نهاية موسم كل حج أستوحي الثناء وكأنني بكل حاج تواجد في المشاعر لأداء نسك حجه وعمرته ، وكأني به في تلك الأيام الفاضلة يرفع يديه إلى السماء يشكر الله على نعمائه وتيسيره الوصول له إلى أرض الحرمين والبدء في أداء نسكه في يسر وسهولة والانتهاء بما هو أكثر فوزاً ونجاحاً، داعياً من أعماق قلبه بأن يحفظ الله لهذا الكيان وهذه الأمة خادم الحرمين الشريفين على هذه الرعاية والعناية والاهتمام، والقيادة السعودية والشعب السعودي الأبي دوماً في خدمة ضيوف الرحمن من لحظة تفكيرهم في الحج ثم قدومهم حتى مغادرتهم ، حيث تعود رجال هذا الوطن على هذا ولن تغيرهم المواقف ولا الأحداث، جسد واحد ويد واحدة في سبيل توفير الأجواء الإيمانية والروحانية لكي يتفرغ الحاج للتعبد وكسب المزيد من الثواب. ولن أتحدث هنا عن ما وفرته الدولة أو ما توفره فهذا له مقام طويل وقد أعجز عن سرده هنا ولي قريبا مقالات متسلسلة في هذا الشأن بإذن الله وما هذا قصدت ولكنني لابد في هذه العجالة من أن أشير إلى أن عدد الحجاج قفز منذ تأمين مسالك الحجاج إلى مكة المكرمة من عام 1345 هجرية حيث بلغ عدد الحجاج آنذاك 90662 حاجاً إلى أكثر من مليون وثلاثمائة حاج عدا حجاج الداخل ما بين مواطن ومقيم والذين ازداد عددهم كثيراً، ولعل في ذلك أكبر شاهد على أن الأمن والطمأنينة كانا وراء تلك الأرقام القياسية، ولعل ما أقره مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في عمان عام (1988) من تحديد نسب الحجاج ساهم في تقليص الأعداد، واستمرار تنفيذ المشاريع العملاقة هو محل تقدير الجميع،هذه المقدمة إقتبستها من مقالة سابقة مستذكرا أنني حينما غمرت قلمي منذ اكثر من عقدين ونصف من الزمن في رمال وزارة الحج سواء إشادة او نقدا كنت ابحث عن ارض صلبة للنقش عليها لتكون شاهدا عبر الزمن ومع تقادم السنون يستفيد منه الجميع ، لا أن تبقى كتابة على الرمال تجرفها اول عاصفة رملية حتى لو كانت بطيئة السرعة ، ولكن يظهر أن هناك من يكابر ويعتقد أن النجاحات تسجل لهم وحدهم وأن لا هنالك سلبيات تذكر ، وهذا الديدن سارت عليه الوزارة حتى في عهدنا الحاضر عهد الشفافية. وحتى لا أغرد خارج السرب أود أن اشير إلى انه بعد انتهاء موسم حج أحد الأعوام نشرت هنا اربعة مقالات متتابعة تحت عنوان (توعية الحجيج بين وزارتي الحج والإعلام )..غير أنني يومها تلقيت خطابًا من معالي وكيل وزارة الحج آنذاك وقد وجه نسخة من التعقيب لمعالي وزير الحج وكأننا في مرافعات و حكم نقض نهائي وحقيقة ان الاسلوب الراقي الذي صيغ به التعقيب والذي لايستغرب من سعادته يوحي ضمنًا بنفي تلك الملاحظات التي انتقاها علما بأن هنالك ملاحظات عدة على التعقيب حيث إنه اغفل كل النقاط الهامة التي طرحناها واكتفى بنقطتين فقط مما طرح في المقالة وانا لست لأستجر الماضي ولكنني أرى فيه مدخلا نحو وزارة جديدة إحتوت في مسماها العمرة والتي اصبحت تشكل طيلة العام خمسة اضعاف الحجاج الذين يفدون للمملكة كل موسم ، وابارك تعيين الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وزيراً للحج والعمرة ، وهو ليس غريباً على الوزارة فقد سبق أن عمل بها وهو مهندس مشاريع العمرة التي نجني ثمراها اليوم والتي نقلها بتوفيق الله ثم بعلمه وفطنته إلى مراحل سابق به زمنه ولا يستغرب منه ذلك فهو الحائز على دكتوراه في هندسة الحاسب، جامعة كولورادو بولدر 1409هـ.، وماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن 1402هـ، وبكالوريوس في الهندسة الكهربائية، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن 1399هـ..كما شغل مناصب عدة منها وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة عام 1421هـ، وكيل وزارة الحج المساعد 1418هـ -1421هـ.، عميد كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي خلال الفترة 1411هـ – 1417هـ. كذلك حائز على عدة جوائز عالمية منها جائزة أفضل مدير تقني في الشرق الأوسط 2002م (ITP)، وجائزة أفضل مدير تنفيذي في الشرق الأوسط 2008م وهو من نقل البريد السعودي من حصرا على المرافق الحكومية والشركات إلى أن اصبح وسيلة خدمات لاتستغنى عن حتى المنازل وفق منهجية عصرية رائدة بل شريكا اساسيا مع كل المرافق والمؤسسات. لذلك لا غرابة إن عاد إلى ميدانه وقد عايشنا من قبل جهوده وبصماته نسأل الله له السداد والتوفيق ، مع عشمنا بأن يكون سعادته خير من يقود الوزارة إلى ميادين التطوير الصحيح الممنهج وأن يجدد كوادرها ويستعين بالخبرات المتميزة القادرة على التحديث والمواكبة. هذا مانأمله من الوزارة ممثلة في وزيرها الجديد وليس ذلك على الله بعسير وقريبا لنا بإذن الله اطروحات حول هموم وشجون الصحة.
جدة ـ ص ب ـ 8894 ـ تويتر / saleh1958

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *