وداعاً يا أبا سعيد
فقدت منطقة عسير الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب ابو ملحة عميد اسرة آل ابو ملحة الذي وافاه الاجل المحتوم يوم الاثنين 16/ 12/ 1439هـ بمنزله بقرية آل ابو ملحة (العرق) بمحافظة خميس مشيط عن عمر يناهز المائة عام وبعد معاناة مع المرض امتدت عشر سنوات تقريباً.
الشيخ عبدالله هو أكبر أبناء والده وقد اخذ صفات كثيرة منه وكان يشبهه الى حد كبير في قامته واكتناز جسمه وملامحه واقدامه وقلة كلامه هادئ الطبع كريم الاخلاق باهي المنظر وقد شارك والده في بعض غزواته ورحلاته وكان يعتمد عليه في بعض الأمور منها ان كلفه وهو في مقتبل حياته في الستينات وهم في زيارة للملك عبدالعزيز رحمه الله في الرياض عندما توفى الامير عبدالعزيز بن عبدالله بن عسكر امير منطقة عسير سابقاً فأوفده للسفر للمجمعة ومعه بعض المرافقين ليذهب لاحضار شقيقته أرملة بن عسكر رحمه الله وابنها ابراهيم ليكون اللقاء به في مدينة الطائف وفي طريق عودتهم للمنطقة (خميس مشيط).
وقد انتاب الشيخ عبدالله بعض الامراض ولعدم وجود المصحات اللازمة في المنطقة قام بابلاغ الملك عبدالعزيز رحمهم الله انه في حاجة لعلاج ابنه وطلب احضاره للرياض مع مرافق هو حسين بن فرحان العبيدي رحمه الله فبعثهم الملك الى المنطقة الشرقية بالقطار للأمير سعود بن جلوي امير الشرقية الذي استقبلهم الاستقبال المناسب وكان صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن عبدالعزيز في زيارة لامير المنطقة الشرقية انذاك فقام بن جلوي بارساله بالباخرة الى البحرين للشيخ عبدالرحمن القصيبي وعمده باستقبال الشيخ عبدالله ومعالجته فاستقبله بحفاوة بالغة وقام بالتوصية عليه ومعالجته وعاد في احسن حال.
كان رحمه الله شديد الشغف بحب الخيول العربية ويمتلك بعضها انذاك ويهوى الفروسية ولا يفارق والده وهو اكبر الابناء يليه اخويه عبدالعزيز وسعيد رحمهم الله.
وكان من الخيول التي يهواها في السباق حصان اسمه الفتح وفرس هي بنت البيرق، مهداة البيرق من سمو الامير عبدالعزيز بن جلوي للوالد.
كان يقام في ابها سبق للخيل يحضره امير المنطقة الأمير تركي بن احمد السديري واخواه خالد ومساعد وابناؤه والشيخ عبدالوهاب وابناؤه وعدد من مشايخ القبائل والاهالي والاخوياء رحمهم الله.
وكان غالباً ما يفوز في السبق ويعطي جائزة وسرعان ما يتقدم له الاخوياء يطلبون الحذية فيوزع جائزته عليهم وينال عين الرضاء من والده لما فعل.
كان رحمه الله انيقاً في مختلف امور حياته ملتزماً بأمور دينه وكان له موقعه في مسجد القرية خلف الامام لا يفارقه الا لمرض او سفر. وكان يقابل زوار والده في غيابه هو واخواه عبدالعزيز وسعيد وابناء عمومته بالخميس.
وفي بداية حياته كان هو واخواه عبدالعزيز وسعيد رحمهم الله قد امضوا وقتاً في ابهاء للدراسة ويقيمون لدى الوالدة بمنزل والوالد بابها.
كان يحضر لنا احياناً في ابها ممتطيا صهوة حصانه فنسر نحن اخوته الصغار بقدومه وقد تزوج في بداية حياته بابنة آل ابو سراح من مشائخ بن مغيد (عسير) ثم تزوج بنت آل حوض من مشايخ شهران. وتزوج بنت الشيخ حسن بن صمان من مشايخ قحطان ولم ينجب من الثلاث السابقات اي ابناء وتزوج بنت آل جهير من شيوخ بني مالك عسير فانجبت منه بنتين وتزوج بنت آل ظفران من شيوخ بني مالك عسير فانجبت منه ولدين هما سعيد ومحمد وبنت وتزوج ابنة عمه محمد بن عبدالله فانجبت له مساعد وتزوج بابنة بنت عمته بنت ابن سويد فلم تنجب له.
واخيراً تزوج من بنات قحطان من آل معمر بنت الشيخ عون بن ناصر الحنبة فانجبت منه خمسة ابناء هم بندر وتركي وجمال وسعود وعلي رحمه الله وخمس بنات وفي اخر السبعينات الهجرية تعين رئيساً لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بخميس مشيط وكان رحمه الله يهوى الزراعة والاغنام ويحبذ الاكلات الشعبية وفي اخر حياته تعب كثيراً من جراء المرض الذي اقعده في سريره اكثر من عشرة سنوات كان يلقي خلالها الرعاية والاهتمام من شريكة حياته ام بندر التي اثبتت انها امرأة مثالية صالحة تستحق الاشادة والاطراء جراء صنيعها وصبرها طوال سنوات معاناته جعل الله ما قدمته لرفيق دربها في ميزان حسناتها حفظها الله من كل شر وعوضها فيه خيرا واصلح ذريتها.
وأخيراً عزاؤنا فيه ان عوضنا خلفاً من الاولاد احسبهم خير خلف لخير سلف ان شاء الله والله المستعان.
التصنيف: