في عقود من الزمن امتدت لأكثر من ٨٠ عاماً سطرت حياة إحدى الشخصيات مساراً فريداً، وطريقاً خاصاً، وسلوكاً ممنهجاً، لم ولن يستطيع إي إنسان أن يقارب أويتقارب من سيرة تلك الشخصية العجيبة !!
إنها شخصية صقر بني شهر الشيخ سعد بن عاطف رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، شخصية لا يختلف على حبها اثنان!! ولا ينسى فضلها على محافظة تنومة بل وبني شهر ورجال الحجر كافة إلا ناكراً للجميل، كارهاً للخير والخيّرين، معادياً للتميز والمتميزين!! عملت هذه الشخصية في خدمة دينها ووطنها ومليكها، فقد أمضى ثلاثة أرباع خدماته أميراً لكثيرا من المناطق والمدن، ثم محافظاً، بعد إقرار نظام المحافظات والمراكز!!

تولى مشيخة آبائه وأجداده آل عاطف فكان شيخاً مبجلاً محبوباً بين أفراد قبيلته آل معافا، بل شيخاً حكيماً له مكانته الفريدة في ربعه بني شهر كافة من تهامة للسراة، حضر وبدو وتُهم !!

من عرف الشيخ سعد بن عاطف فأجزم أنه لن ينساه إطلاقاً، ولن يتركه محالاً، ولن يستغني عنه بتاتاً!!

كيف لا وعند استقباله لك ترى تلك الابتسامة الصادقة قد ارتسمت على محياه الجميل، وذلك الصوت الجميل قد وصل لأعماق قلبك ولب عقلك، فأحسست في تلك اللحظة أنك الشخصية المرموقة،

المحظوظة التي استقبلت بذلك الإستقبال الفريد من نوعه، ثم لا تلبث أن تتملكك الدهشة، ويأخذ منك العجب مأخذه عندما تستقبل تلك الشخصية، شخصية أخرى غيرك!! فإذا بالذي حصل لك حصل لغيرك ولو كان غير معروف لدى الشيخ سعد بن عاطف رحمه الله وأسكنه فسيح جناته..

وقتها فقط تعلم أن ذلك الإنسان ليس إنسان عادي!! بل هو إنسان جمع كل الصفات التي يتغنى كثير من المشهورين بإحدى خصال الشهامة والشجاعة، والشيخة والرفعة، والكرم والنبل، والصدق والالتزام، والوفاء والحكمة!!

نعم وبدون مبالغة فقد احتوت شخصيته رحمه الله على كل ماذُكر، بل وأكثر من ذلك بكثير.. العجب أن تلك الابتسامة الجميلة لم تغادر ذلك الوجه الجميل حتى في مرضه، ففي مرضه الأخير كان يستقبل زواره بالابتسامة والبشاشة، متناسياً مرضه، وتعبه، وآلامه الشديدة.. لله درك يافقيد بني شهر ورجال الحجر فقد كنت فريداً في كل شئ واتعبت من حاول أن يجمع بعض صفاتك..

لن أذكر مافعل لمحافظته من أعمال لن تُنسى له وقد يجهلها الكثير، ولكنها عند الله معلومة، فقد كان يكره الكبر والتكبر، والتباهي والمباهاة، والمدح والثناء، فكان يعمل بصمت لتحقيق مكاسب مجتمعية كبيرة، بجهود عظيمة، وهمة عالية، وإصرار كبير، ولا ينظر لنفسه بل دائماً ينظر لغيره رحمه الله ..

ولو كتبت مجلدات عن صفات وخصال ذلك الرجل لما أوفيته حقه، لكن مالا يعلمه الناس يعلمه رب الناس ياشيخ سعد ..

رحمك الله وغفر لك، وربط الله على قلوبنا لفرقاك، ولا نقول إلا : إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا شيخنا لَمَحْزُونُونَ ..
[email protected]
.Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *