واقع التوحد ومسبباته (1)
يعتبر التوحد أحد أكبر المشاكل التي نعاني منها في السعودية ، بالرغم من الجهود التي بُذلت خلال الــ ٢٧ عاماً الماضية من مركز جدة للتوحد الذي يتبع الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة، وبعد ذلك ومع بدأ اكتشاف وانتشار اضطرابات التوحد في المملكة إسوة بدول العالم التي ارتفعت عالميا من (٦ـ٧) إصابات من كل ١٠٠٠ طفل في عام٢٠٠٠م الى إصابة واحدة في كل ١٦٦طفل ، وفي بعض الولايات الأمريكية وصلت النسبة الى اصابة لكل ١١٠ أطفال. وهذه النسبة أيضاً قدمتها الجمعية الوطنية للتوحد في بريطانيا . وأوضحت الدراسات الأمريكية أن زيادة عدد حالات التوحد بواقع ٦٣٤٪ ، وهي الأكثر انتشاراً من بين الاعاقات الأخرى .. وفي عام٢٠١٦م
أفادت احصائية قام بها المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية أن نسبة الاصابة أصبحت طفل واحد من كل ٨٨ طفل
وأعلنت دراسة أمريكية حديثة نتائجها مؤخراً الى أن معدل الاصابة في التوحد هي واحد من كل ٥٠ طفل. الجدير بالذكر أن نسبة التوحد تزيد عشرة أضعاف كل ٤٠ عاما . وحسب الإحصائيات الحكومية الأمريكية فان دورات التوحد تزيد من ١٠٪ الى 17٪ سنوياً خاصة في السنوات الأخيرة ، ومنالمعروف أن مقاييس معدلات النسب والتزايد في امريكا هي مقياس أيضاً لكل الدول.
ولكن قد يكون عدم الدقة في التشخيص وتبليغ الأهالي من أسباب تدني نسب الاحصائيات في الدول العربية، ونحن في السعودية نحتاج دراسات ومسوح احصائية لنتمكن من تحديد أعداد المصابين في كل مدينة ودراسة الأسباب المؤثرة في كل منطقة والعوامل الخارجية التي تؤثر على الاصابات في التوحد مثل التلوث ، او أي دراسات أخرى مبنية علي أبحاث ميدانية عن آثار التطعيم واحتمالية تسببها في إصابات التوحد.
الجدير بالذكر أن كلية الطب في جامعة الملك سعود ولمدة ثلاثة سنوات بدأت في تنفيذ بحث ميداني احصائي لدراسة التوحد لحصر أعداد المصابين بالتوحد في المملكة. وكان الدكتور أحمد العلي الجار الله رحمه الله الباحث الرئيسي يسعى الى إقامة تعاون مع وزارة الصحة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية والقطاعات المعنية بالتعليم الخاص في أنحاء المملكة وذلك في عام٢٠٠٢م ولم نطلع على نتائجه وهل تمت الدراسة الاحصائية ونُشرت واعتمدتها الجهات الحكومية كنواة احصائية تستدعي قيام دراسات تكميلية تدرس أسباب انتشاره في مناطق محددة بشكل أكبر من مناطق أخرى !! أمأن الدراسة وضعت في ملفات المكتبات؟! خاصة أن الدكتور الجار الله توفاه الله. كما أن هنالك أيضاً مركز أبحاث للتوحد يتبع مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ممولاً ومدعوماً من شركة سابك ويركز أبحاثه على كيفية التعامل مع سلوكيات التوحد وليس البحث عن أسبابه.مع العلم أن قسام من أبحاثهم يركز على دراسة تعاونية مع قسم الأمراض الوراثية لاكتشاف الجينات الشاذة في الاطفال المصابين بالتوحد.
@Fahdabntsaud
.. يتبع
التصنيف: