وأخيراً انتهت معركة الامتحانات وخاصة “صراع” الثانوية العامة التي تحولت الى همّ في كل بيت باعتبارها نقطة حاسمة تحدد مصير الطلاب ومستقبلهم وكانت ولاتزال الثانوية العامة سبباً رئيسياً بكل الوان القلق والتوتر والعصبية وربما عدد من المشكلات والازمات التي تتعرض لها كل اسرة لها ابن او ابنة في هذه المرحلة مما ينعكس بدوره على الابناء أنفسهم.
لذلك تحولت الى سُحب للكآبة تطل علينا سنوياً هل الى هذا الحد اصبحت الامتحانات الى ما يشبه الكابوس الذي يلاحق اسرنا طوال العام ويلاحقها في اليقظة والمنام ويلاحقها اذا كان للاسرة ابن او ابنة في مراحل التعليم المختلفة ويلاحقها اذا لم يكن للاسرة ابن في المدرسة حيث يلاحقها في الصحف في التلفزيون في الاذاعة ويلاحقها في احاديثها العائلية والخاصة.
وفي ضوء هذه الهموم كثيراً ما أسأل : ما الحل؟ بعد ضجيج الشكوى الذي زاد الوان الهموم في حياة الاسرة السعودية عن كابوس الامتحانات اخذت الاسرة السعودية تفكر جدياً في نجاح ابنائها في الثانوية العامة بمعدلات عالية بدراسة سوق الدروس الخصوصية واختبار الافضل للتعامل مع الامتحان.
حقاً انني انظر الى قضية الامتحانات فأطلق عليه اعصار الامتحانات فما اشبه الليلة بالبارحة. فمنذ اشهر مضت كان هناك اعصار ضرب دولة الفلبين .. وهذه الايام نشاهد نوعا اخر من التقارير الصحفية ضد شيء جديد اطلق عليه (إعصار الامتحانات).
أتابع وغيري من المهمومين بقضايا تطوير التعليم فوجدت الحوارات عن هذا الاعصار عبر وسائل الاعلام المحلية وفي الحوارات الخاصة في المجالس تدور عن (محنة) كل عام الا وهي الامتحانات السنوية في بلادنا. فمن خلال هذه الحوارات قدمت روشتة لطلابنا بعدم شرب القهوة او استخدام المهدئات وعدم السهر.
هذا النمط من التفكير والاهتمام اثار في نفوس طلابنا مشاعر الرعب من اعصار الامتحانات مما يؤدي ببعض الطلاب بعدم التوفيق.
إن الروشتة الحقيقية لإزالة خوف الطلاب من اثار الاعصار تتمثل في (التقويم المستمر) الذي يعطي الطالب طوال العام الدراسي وانه افضل من التقويم مرة واحدة بمعنى آخر تجد ان التقويم من خلال الامتحانات الشهرية يصبح اكثر واقعية من الامتحان مرة واحدة في آخر العام وما يصاحبه من التباهي بالتصريحات الخاصة بالسير الاداري للامتحان.
نعم .. انها محنة كل عام يجب على الاسرة السعودية التعامل معها والاستشعار الشامل للتعامل معها.
ولكي تتجاوز توابع الاعصار او بمعنى أدق معركة الامتحانات غير انه من الضروري تناول التقويم المستمر الذي يُعد اكثر طرق التقويم شيوعاً في دول العالم المتقدم وتطبيقه في مؤسساتها التعليمية المختلفة. احقاقا للحق اقول ان أي تطوير في نظام التعليم فإنه يهدف اساساً الى تحسين نوعية التعليم لتخفيف العبء عن الطلبة واسرعهم وليس تصعيد التوتر وزيادة مال الدروس الخصوصية.
ومن أجل انهاء صراع كل عام في الامتحانات كان لابد من تطوير التقويم لكي يكون على النحو التالي: تقويم مستمر يبدأ من بداية المرحلة الدراسية واثنائها ونهايتها، تقويم تراكمي تخصيص نسبة من الدرجات كل عام تحسب في المجموع على مدار السنوات وتعكس قدرات الطالب الحقيقية تقويماً شاملا يقيس كل جوانب الطالب التعليمية والمهارية والوجدانية تقويماً تعاونياً تشترك اطراف عديدة لتقويم الطلب منها تقويمه لنفسه وتقويم زملائه والمعلمين والادارة بحيث لا تكون جهة واحدة هي التي تقرر مصير الطالب.
خلاصة القول .. واخيرا انتهت المعركة فمن الخاسر او المنتصر؟ والجواب هو اننا امام قضية من اهم القضايا التربوية التي تضمن لابنائنا تفوقهم في هذا العصر المعرفي والمعلوماتي لتحميهم من الامتحانات التي تسبب لهم الرعب والتي تدفعه الى اللجوء الى الدروس الخصوصية وتجعله يعود الى بيته سعيداً في نهاية يومه بالمدرسة شاعراً بأنه استفاد مهارات ومعارف. ان التقويم الشهري بدلا من الامتحان السنوي يحقق التطور للمنظومة التعليمية وتحقق الاعباء المالية وتقلل الجهد الذي يبذل لعقد الامتحانات وطبع الاسئلة وبنود الانتدابات واوراق الاجابة وغير ذلك من الجهود التي تبذلها وزارة التعليم . فالتقويم الشهري المستمر يُحرر الطالب من مخاوف الاعصار مؤكداً في نتائجه واساليبه ان جوهر التعليم .. الابداع.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *