[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد معروف الشيباني[/COLOR][/ALIGN]

لا أدري كيف يفرح رئيس (هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر) بأمانةٍ يُعجِزُ الجبالَ حملُها في زمن امتلأت فيه الأوقات و الأحوالُ و الأماكنُ بكل مُغْوٍ. فلا معين له ظَرفاً و لا مكاناً و لا وقتاً. لو قبل خمسين عاماً لنجح. كان المجتمع سيُعينه و الاعلامُ يساعده و قِيَمُ المدنية لم تَطْغَ بعد. أما اليوم فكلها ضده. حتى بني وطنه، استغلوا فرصةَ أخطاء بعضِ منسوبيها فشَنّوا (حرباً كيماوية) لِأخطاءٍ متفرقة هنا و هناك. بعضُهم منصف، و آخر ظالم. لكن أخشى أن تُشوّشَ على أنظار الرئيس كثرةُ الضوضاء.
هل (يُصلح المجتمع).؟.لا يستطيع، فعناصر افساده أطغى. أم (يُصلح الهيئةَ).؟.كيف.؟.أبِرُؤى شانئيها.؟.و من الحَكَمْ.؟.أَرُماةٌ لا يُبرِزون الا أخطاءها.؟.أم شرعٌ يُبنى أساسُه على مُخالفةِ هوى النفس و نزغاتِ الشيطان.؟.أم (يُصلِح منسوبيها).؟.فبِأيِ أسلوبٍ و قد نَهَلوا علوماً شرعيةً من ذاتِ مَعينِه.؟.و العلمُ في الصغر كالنقش في الحجر.
مسؤوليةُ الرئيس ليست فتاوى. فمرجعيتُها (هيئةُ كبار العلماء). و لا عملُه اجتهاداتٍ فرديةً تُساقُ لمجاملةِ ظرفٍ ما يُراد به أن يُقال (نحن نتقدم) دون تحديد (الى أين). لكن لما كان مرتكز أنظار الجميع (قضية المرأة) فأرى وجوب أن تفتح الهيئةُ أقساماً نسائية موسعة تضطلع بجوانب عملها و احتكاكها بالنصف الآخر، فتقطع دابر الذامّين و الانتهازيين.
أعانكَ الله يا رئيس (الهيئة). فكما في عُنُقِ المواطن بَيْعةٌ لولي الأمر، الذي نقل من ذمته الى ذمتك، ففي عُنُقكَ مُساءلةٌ أمام الله (أحسنتَ) أم (تَغافَلْت)..و الله وحده يعلم خائنة الأعين و ما تُخفي الصدور. و كفى به حسيباً لكَ مع الجميع، وطناً و وُلاةً و مواطنين.
Twitter:@mmshibani

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *