كلما تذكرت أحداث فلم (صمت الحملان) أتساءل.. ما الذي أوجد كل ذاك الضعف الأنثوي؟، ولم لم تكن هناك صرخة قوية توقف كائناً من كان في مكانه..؟ هذا بصرف النظر عن عنوان القصة الذي يحمل بين طياته صوراً للاستعباد النفسي، هل وجود شخصية بمواصفات “كلاريس ستارلينغ” بطلة الفلم وما تحوي من السكون والتردد والبراءة كانت هي المفتاح لنجدة ذاك الضعف..؟ ربما.

متابعة أحداث الفلم تترك في النفس بعض الأسى، أو ربما ذلك ما تتركه في نفسي وحدي، ليس بسبب عدد الضحايا اللاتي انتهى مصيرهن بالقتل، فهذه النهاية ليست بعيدة ولا تقتصر على تلك الحفنة من النساء فقط، فهناك أنواع للتعذيب يقع ضحايا لها الكثير منهن في العالم بأسره، وتناولها الإعلام باستفاضة، إنما قد يكون عائداً لذلك العجز الذي صنع منهن حملان، والحمل كائن وديع بريء، عاطفته قوية، عاشق للحياة ولمن حوله، أو “هكذا يقولون عنه”، وإن كان كما يقولون فهل أصبحت الوداعة ضعف.. نعم لبعض الأشخاص، وهي فرصة سانحة لبعض الأشخاص حتى ينقض عليك فتصبح فريسته..

هذه هي الحياة.. أجبرتنا على أن نكون إما حملانا أو أسودا، قد نختار أن نكون من النوع الأول، ليس حباً فيه، إنما لأن النوع الثاني لا يناسبنا أو نمقته، فمن اختار منّا أن يكون حملاً، وجب عليه أن يتحمل نتيجة اختياره، ومن اختار أن يكون أسداً، فلا يظن بأنه انتصر.. لأن الحملان لن تصمد أمام هذه القسوة بل ستفنى، وسيبقى ذاك الأسد يبحث عن كائن ضعيف آخر يمارس عليه جبروته، قد يجد.. إنما لن يشعر بنفس شعور الزهو بالسلطة التي كان يشعر بها سابقاً، لأنه اصطاد كائنا من نوع مختلف.

سيصرخ الحملان، وسينزعون عنهم ثيابهم، ليضعوا مكانها حراشيف تقيهم الصدمات، وقد تنبت لهم أنياب، وتظهر على أطرافهم مخالب، فيصبحون مخلوقات جديدة، لم يحدد لها فئة ولم يوضع لها مسمى بعد.. وقد يستمر صمودهم على تلك الوضعية الجديدة لفترة من الزمن، إنما ستظل حقيقتهم راسخة.. تنتظر وادياً فسيحاً يسعهم جميعاً، لا تسكنه كائنات بشعة، يدعى وادي الحملان.. فهل سيكون البقاء هناك أكثر آماناً..؟
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *