هل أنت منهم؟!
إيمان باجنيد
سألتُ ابنة صديقة لي، بعد أن علمت أنها لم تستطع دخول التخصص الذي ترغبه، بالرغم من انها قد حققت نسبة عالية في نتائجها النهائية للمرحلة الثانوية..
– ترى لماذا لم تحصلي على تخصصك وأنت بهذه النسبة ؟
– أجابت: لأن الأعداد الموجودة داخل الجامعة كبيرة جداً، والتنافس على النسب عالٍ أيضاً.
– وماذا ستفعلين الآن..؟
حركت كتفيها دلالة على الحيرة في أمرها.
لم يكن سؤالي لها من قبيل التعرف على ما ستفعله، أو الأسباب بالتحديد، لأن الأمر أصبح جلياً ويتكرر في كل عام.. مجموعة كبيرة من الطلبة والطالبات يبذلون جهودهم، وفي النهاية لا يحصلون على ما كانوا يحلمون به طيلة السنوات الماضية، ويتهمون بالتقصير، مع العلم أنهم لم يكونوا كذلك أو بعضهم على الأقل لتفاوت القدرات..
هي نفس الصورة ولكن في إطار مختلف نوعاً ما.. فقبل عقدين أو ثلاث من السنوات، كانت قضية القبول في الجامعة لا تقف أمامها مشكلة التكدس في الأعداد، والتنافسية في النسب، بل على العكس تماماً كانت الجامعات تكاد تستوعب ضعف العدد المنتسب اليها، وكان التحفيز لإكمال الدراسة مدعوماً بالبرامج التوعوية المرئية والمسموعة والمقروءة.. ووجود طالب حاصل على درجة الماجستير أمر يدعو للتباهي، أما الدكتوراه فصاحبها في مقام عال يكاد أن يصل لدرجة أصحاب المعالي.
إذاً لم تكن المشكلة في مساحة تتسع لعدد إضافي من الطلبة، بقدر ماكانت في كيف يمكن للطالب أن يحصل على نسبة عالية في الثانوية العامة، كما كانت تسمى آن ذاك، والنسبة المئوية القريبة من 95%، تصنف عبقرية، الآن أصبح تحقيقها مألوفاً، وإن كان العائد منها ليس دائما مصدر قوة.
في وقتنا الحالي ظهر محطم للآمال يقع حتى على أصحاب المعدلات العالية، يسمى (النسبة الموزونة)، فمن كان قريباً يتباهي بمعدله خابت آماله مع ظهور نتيجة القدرات والتحصيلي، فحتى نسبة المائة يبقى صاحبها في ترقب لما بعد تلك الوزنية، ولست في موقع يسمح لي أن أحلل هل هذه النسبة الموزونة حصلت على دراسة موزونة.؟
لو عدت لسؤالي السابق وصغته بالطريقة الصحيحة لفتاتي الحائرة وهو موجه لأصحاب الهمم أيضاً، أن كنت منهم أهلا بك:
هل وضعتي خطة.. وأين خططك البديلة؟ تحسباً لأي أمر قد يجعلك تصابين بالخيبة، يجب أن تكون هناك خطة بديلة، فالبكاء على أطلال أيام الأمتحانات لن يجدي، ولا الدراسة في أي تخصص كان للحصول على شهادة كيفما اتفق تجدي أيضا.
نحتاج إلى كم من البدائل، لا تقل عن الهدف الأول أهمية، بل تساويه في القوة.. وذلك للإبقاء على مكانتك بين المتميزين لأنك تستحق أن تكون من بينهم.. إذاً شمرت عن ساعديك ووضعت خطتك البديلة.
للتواصل / تويتر-فيس بوك: eman yahya bajunaid
التصنيف: