(نيوم) وجهة المستقبل وأمل الأجيال

• محمد الجهني

الإصلاحات الجذرية التي تعيشها المملكة على كافة الأصعدة والمستويات تنبئ بالتسريع لنهضة شاملة تؤدي دون شك لتحقيق الرفاه عبر الارتقاء بالخدمات والاستفادة المبكرة عوضا عن تقدم تدريجي بطيء حد التساؤل رغم توفر الإمكانات والقدرات والدعم الشعبي.

لا شيء يقف عائقا امام عزم الوطن على الانضمام لصفوف العالم المتقدم فالمبادئ والقيم والدين ليست حائلا في طريق الحضارة المنشودة ذلك أن المملكة استطاعت حفظ الإرث التاريخي والديني على مر العصور ولا زالت تفعل بل بلغت مرحلة متميزة أهلتها للانضمام لدول العشرين بجدارة وأبناء الصحراء ذوي المبادئ والركائز كما أكد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان صقلتهم البيئة فأصبحوا قادرين على التكيف مع الحياة كما ينبغي بعزيمة جبارة تحقق المراد متمسكين بالدين القويم الوسطي المعتدل الصالح لكل زمان ومكان حيث تبدل الحال ذات صباح فأضحت امهاتنا المسنات لا يستطعن القيام بما كنا يفعلن من قبل وهن في ريعان الشباب و كانت امهاتنا والى وقت قريب يلتقين الرجال كالرجال يسألنَّ عن الحال والأحوال ويساعدن المحتاج يقفن بشموخ وبكامل حشمتهن يؤدين واجب الضيف خير قيام وكانت النوايا طيبة حد البساطة والشكوك غائبة حد التماهي والدين الصالح لكل زمان ومكان قائم بهيئته الصحيحة يافع دون مبالغة.

لعلنا ندرك الأهمية البالغة لاستثمار الإمكانات الحالية فيما يخدم الأجيال القادمة ولعل إعلان سمو ولي العهد حول أهمية العمل الجاد لعدم الاعتماد على مصدر دخل واحد مؤشر حقيقي على حكمة كبيرة لتصور مستقبلي غاية في الأهمية ذلك أن نضوب النفط على سبيل المثال حال مؤكد طال الزمن أم قصر رغم الاعتراف بأن النفط لا زال عصب الحياة حتى يومنا هذا ولهذا استشعرت القيادة مسئوليتها العظمى وتعاملت بإخلاص وتفان لتبيان الحقائق ووضع الحلول الجذرية موضع التنفيذ في اطار رغبة صادقة لاستمرار رفاه المواطن فيما يمكن الاجيال القادمة من حياة مطمئنة هانئة خاصة ان بعض تجارب الدول حققت شيئا من التوازن فيما يتعلق بمصادر الدخل بل أن بعضها تجاوزت الاعتماد على النفط ووضعته خلف ظهرها عبر استحداث مصادر دخل جديدة تعمل المملكة جاهدة لتأمينها من خلال استثمارات جبارة لا شبيه لها على وجه الأرض مدعومة بإمكانات هائلة ذات مردود دائم على المستوى المادي والمعنوي خاصة أننا نعلم بأن تنمية قارة بحجم المملكة يحتاج لجهد كبير وعزم صادق وشراكة كافة القطاعات في الداخل والخارج.
عندما يأتي الحديث عن “نيوم” يتوقف الكلام فالمشروع لم يبن على آخر ما توصلت اليه التقنية بل أن الأفكار والتصورات والرؤى تستحضر حاليا ما يمكن ان يكون عليه عالم الغد في تجاوز لتقنية اليوم وتفكير بتقنية الغد الحتمية رغم عدم وضوح معالمها فالمشروع محطة لإنتاج فكر مختلف وصناعة منتج مختلف بأيدي مواهب مختلفة لتأمين حياة ذات طابع إنساني حضاري عصري متميز تتفوق على كافة النماذج المبهرة في كافة ارجاء الأرض لتصبح ” نيوم” مدينة ذكية تجوبها الروبوتات لتصنع منها منطقة عصرية ذات خدمات متكاملة توفر وظائف تليق بشباب الوطن,

نيوم” منطقة شاسعة تمتد بامتداد سواحل البحر الأحمر بدءاً من املج وانتهاء بالعقبة تربط القارات الثلاث وتنعش صحراءً بكراً وجزر خرافية لتصبح مصدراً من مصادر الخير والنماء ويستمر ازدهار المملكة فترتقي لتحقق طموحات القيادة والشعب على حد سواء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *