نظام الفصلين يقضي على الغش

• أ. د.بكر محمد العمري

أ.د. بكر بن عمر العمري
لقد لعب الغش في الامتحانات السنوية دوراً كبيراً على مر السنوات الماضية حتى أصبح مرضاً خطيراً وتطورت وسائله بالمحمول وباستخدام الملابس لاخفاء (البراشيم) فيها. لذلك جاء نظام الفصلين الذي اطلقته وزارة التعليم أخيراً ليرفع شعاراً لا للغش في الامتحانات، او كفاية غش السنوات الماضية.. واصدار شهادة وفاته وتوظيف روح جديدة نحو نقلة نوعية في التعليم.
لذلك رأت الروح الجديدة لنظام الفصلين انه اذا كان الغش التجاري عملاً مداناً من قبل منظمة التجارة العالمية، ومرفوضاً من قبل جميع الدول، فانه يجب محاربة الغش للامتحانات السنوية، فلذلك اهتدت برنامج الفصلين ان فلسفة التعليم يجب ان تتطور بصورة تتواكب وتتناسب مع معدلات التطور في الحياة الواقعية، ومن ثم اصبحت هناك ضرورة ملحة لاحداث تغيرات هيكلية في جوهر العملية لكل اركانها من المدرسة الى المدرس الى التلميذ الى المناهج ووسائل تدريسها تمهيداً للقضاء على داء الغش في الامتحانات.
وفي ضوء ما سبق نجد ان منظمة التربية العربية في احدث تقرير لها تدين اسلوب الامتحانات الذي يدفع الطلاب الى الغش فيها، بل وايدتها منظمة اليونسكو ايضا، لكن الواقع المرير فان المنظومات التعليمية في العالم العربي التي ناقشت ظاهرة الغش في الامتحانات لم يتحدثوا عن سبب الغش في الامتحانات السنوية.
ولا أكون سالفاً في الاشارة ما طرحته خطة الفصلين من تصور شامل في تحليل الواقع التعليمي في مختلف مكوناته، من اهداف ومقاصد، ومراحل مؤسسية ومؤشرات زبائنها من الطلاب ذكوراً واناثاً، ومن المعلمين والاداريين والعمال، ومن مناهجها واساليب التقييم والمتابعة، والبنية الاساسية بمدارسها وفصولها الى جانب البنية التكنولوجية ووسائلها.
لذلك اتفق مع منظمة التربية العربية كما اتفق مع اليونسكو على مهنة التعليم، الذي اكدته روح نظام الفصلين بأن تكون اهم وظيفة للدولة في العالم لانهاك العقل كذلك، ولكن هذه المهنة في العالم العربي يسيطر عليها اسلوب الغش في الامتحانات حيث وصلت الى حد نحتاج معه الى وقفة عميقة وشاملة.
لذلك اقول وانا اتابع واقرأ واستتبع الالتزام بخطة الفصلين والغاء الامتحانات السنوية وتنفيذ برنامجها للقضاء على الغش في الامتحانات في جميع مراحل التعليم، لان مواجهة الغش في الامتحانات لا يتم دون تطور العملية التعليمية ذاتها، لان الامتحانات اخر مراحل العملية التعليمية.
لذلك فان من الطبيعي ان يحدث التطور فهو سنة الحياة، وهي اضافة افكار ورؤى لمجابهة آفة الغش في الامتحانات التي اصبحت ظاهرة مخيفة ومعه دقت الاجراس بالانذار لخطورته.
وهنا اتساءل لماذا يغش الطلاب في الامتحانات السنوية؟ نجد الحقيقة تقول ان كل اساليب التعليم تكمن في اطفاء مصابيح العقل، فالتلميذ يضطر الى التعليم ولا الى التحصيل، ولا الى الفهم, ولا حتى الى قراءة المنهج، كل ما يحتاج اليه هو حفظ الاسئلة المتوقعة، وحفظ الاجابات النموذجية التي ستضعه في مصاف الناجحين بل والمتفوقين.
لكل ذلك يحاول الطالب بذل جميع المحاولات العصرية للغش بأساليبه ووسائله المتعددة والتي حولت الغش الى مرض تربوي عربي مزمن لذلك اقول وبكل موضوعية ان هدف برنامج الفصلين الذي وضعته وزارة التعليم خاصة التعليم العام يمثل استثمارا مضموناً لصالح المملكة في المستقبل. لان هدف التعليم ورسالته هو جيل جديد بمفاهيم جديدة تؤدي الى اصدار شهادة وفاة للغش المدرسي.
انني باختصار اقول ان نظام الفصلين يسعى الى توطيد دعائم المعرفة في عالم متغير.. وهذا في حد ذاته يؤكد لا للغش المدرسي والذهاب الى مرحلة صقل مواهب التلاميذ كما يصبحوا عنصراً فاعلاً في خدمة وطنهم.
خلاصة القول اذا كانت محاربة الغش التجاري واجبا وطنيا تقوم به مصلحة الجمارك وخط الدفاع الاول لحماية المستهلك فان منظومة الفصلين واجب وطني وعلمي لحماية التلاميذ من مرض الغش في الامتحانات، واصدارها بذلك شهادة عدم الصلاحية لنتيجة الطلاب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *