(نزاهة) اسمٌ على مُسمّى. أُطلق على (هيئة مكافحة الفساد) من باب تسمية العرب الشيء بضده تفاؤلاً. فالأعمى (بصير).
ولا شك أن منسوبيها منزهون عن الفساد، رغم أنه كلما امتلأت إضباراتُها بقضايا الفساد كلما كانت أكفأ. لكن لا فساد فيه. إلّا إنْ إعتبرنا الحيْرةَ أو التغاضي عن (بعض) الفساد فساداً.
تَنهال عليها يومياً شكاياتٌ كيديةٌ وحقيقية. فشكراً لكل “شَكّايٍ بَكّايٍ” بمجتمعنا كما وصفهم نائبُها. لولاهم لن يصل صوت.
والباحث عن فساد بعض أجهزة الحكومة لا يحتاج مِجهراً ولا شاكياً.
لو سأل كل موظف بالهيئة نفسه لخرج بأمثلة من معلوماته تكفي لإشغالها أشهراً. فالفساد كمَطلَعِ الشمس، لا راد له و لا مُوقف. و النزاهةُ كطُلوعِ الشمس من مغربها، نوقن بحلوله يوماً ما.!
و إلى ذلك الحين نُشفقُ على (نزاهة) من تَبَرُّمِها من شِكاياتِ “مجتمعٍ شكّايٍ بَكّايٍ”. و نُشفق أكثر على حيْرتِها تجاه كثرة الفساد و طغيانه.
(تَكاثرتَ الظّباءُ على خِراشٍ .. فما يدري خِراشٌ ما يصيدُ).

Twitter:@mmshibani

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *