[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فاروق صالح باسلامة[/COLOR][/ALIGN]

تمر الأيام والليالي ولا نكاد نشعر بالزمن يمر بنا مروراً متسارعاً ومتحركاً نحو الغد. ونحن سادرون في حياتنا المادية والمعنوية سواء وكأن الأمر لا يعني أحداً كبيراً كان أم صغيراً. وبهذا الشكل من الوقت يضيع علينا زمن كثير ومديد لان داخل كل منا أمور صغيرة أو كبيرة لا نكاد نحصيها ونحن نعيش الحياة اليومية. فهل يعود ذلك أيها الأخوة إلى أنفسنا أم إلى الزمن نفسه. وقد يريد بعضنا قول القائل:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيبُ سوانا
وقد صدق هذا القائل وهو يؤنب المجتمع البشري الذي نحن جزء منه بما رميناه على الزمن من عيوبنا وأعمالنا الناشئة عن إرادتنا وكذلك يعود الأمر إلى من يعيش في محيطنا من الناس عامة والأهالي خاصة إذ يتصرف بعضنا من الأعمال أو الأفعال بإنجاز سريع لا نكاد نشعر بالجهد عندما نعملها ويريد أكثرنا من وراء ذلك الطائل من المكاسب والعميق من النتائج فكيف بالله نُفعّل حياتنا بهذا الشكل من الاسلوب الذي ترفضه الحياة نفسها؟ فالأسلوب الحياتي هو في الاستقامة والأمور تجري على فطرتها ولكننا نكلف الايام فوق طاقتها من السرعة والحركة العشوائية والقائل يقول:
ومكلف الايام ضد طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
وهذا ما يرفضه طبع الأشياء حتى لو حاولنا ان نتتطبعه. وحتى لو أقمنا الدنيا وأقعدناها فليس يصح إلا الصحيح. وهكذا يجري الزمن بنا ونحن في ظل ذلك لا نكاد ننجز الانجازات التي تتطلبها حياتنا ويتطلبها كذلك من يعنينا من الاحياء ولذلك علينا ان نبدل من اسلوبنا في تعاملنا مع الزمن بحيث نبدأه مبكرا وننهي عملنا كاملاً ثم نأخذ في نهايته على أن نبدأ في الغد في الوقت نفسه الذي تم بالأمس وينبغي ألا نسرف في مادياتنا ولنأخذ منها ما يكفينا في اليوم الواحد الذي يكفي بدايته الى نهايته. ومن ثم نجعل الأمر في الصناعة والعمل والانتاج نتاجر بموادنا وأشيائنا بالتي هي أحسن. وبذلك نكون قد تعاملنا مع الزمن تعاملاً عادلاً معتدلاً وأسلوبنا في ذلك معقول الى حد كبير فيجري الزمن طبيعياً وفطرياً فلكياً وجوياً وعلى الأرض كلها، لأننا نعلم أن مد الزمن يختلف حسب جريان الفلك ولا يعمل ذلك إلا الخالق عز وجل فنعمل على إنجاز ما يمكن انجازه علمياً ومادياً وانسانياً وبيئياً. فالأوقات والفترات التي نحسبها سريعة المرور هي في الواقع على قدرٍ مقدر وإنما العمل في استغلالها بما يفيد ويقدم من انتاج وصناعات وإنجازات وأعمال. فلا نغتر بالتحسب والتوقع إلا ما يدرجها للتفعيل الواقعي في مجالات الحياة وميادينها كلها من صناعة وكفاح وعمل وإنجاز وشغل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *