نحر فتيات مكة بسبب الإدمان ومازال العرض مستمر

نيفين عباس

من يبتليها الله بزوج مدمن تعانى أشد معاناة فى الحياة معه، ولا يوجد أى حلول لوقف معاناتها سوى الطلاق والإبتعاد فوراً عنه، لأن الشخص المدمن ما هو سوى مجرم متحرك، لا يشعر بما يقوم به ولا يدرك حجم الفاجعة التى يقدم على فعلها

لمن تابع بالأمس، قضية فتيات مكة والتى هزت المجتمع السعودى، بعد أن أقدم أب مدمن يتعاطى المخدرات على نحر بناته الثلاث بسبب إدمانه للمخدرات، ثم جلس بهدوء وكأن شيئاً لم يكن دون حتى أن يبالى أو تهتز مشاعره تجاه صرخات بناته وتوسلاتهم له بالرحمة قبل قتلهم، ولا حتى بالأم المكلومة التى ترقد حالياً بأحد المستشفيات للعلاج، ولا أحد يعلم سوى الله كم ستستغرف تلك الأم لتنسى المجزرة الإنسانية التى أقدم عليها الزوج وراح ضحيتها بناتها الثلاث بسكين والدهم المدمن فى لحظة مشؤمة عجزت مشاعر القسوة حتى عن وصفها

وهنا نجد أنفسنا أمام سلبية مجتمعية تحتاج لوقفة، وزوجات تتخاذل وتتقبل الأمر الواقع وتتعايش مع رجل مدمن خشية الفضائح أو بطش الزوج أو الإنعكاسات النفسية السيئة على الأطفال “إن عاشوا” !

بالنظر للنماذج التى تعايشت مع حالات الزوج المدمن نجد أن نسبة كبيرة منهن عكفن عن طلب الطلاق خشية الفضائح أو لأنها لم تجد دخل يكفى سد إحتياجاتها هى وأطفالها أو الكثير من الأسباب، لتكون بالنهاية مضطرة للتأقلم مع السلبية التى يتعامل بها الرجل تجاه مسؤوليته عن المنزل وعلاقاته المشبوهة  لينتهى بها المطاف إما زوجة لمريض نفسى أو مسجون أو قاتل

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالرجل المدمن يتفنن فى تعذيب من حوله خاصة زوجته، وقد تصل المشاكل لأروقة المحاكم، بالإضافة للضرب المبرح الذى تتعرض له الزوجة أو العلاقات الزوجية السادية، لأن الأسرة ببساطة تخشى الفضائح أو تطليق الزوجة فى مجتمع تطفوا على سطحه المظاهر الإجتماعية والألقاب الفارغة التى بسببها وجدنا حادثة اليوم وستظل هناك العشرات من تلك الحوادث طالما هناك سلبية مجتمعية وأسرية وفقدان للتوعية بأضرار الإدمان الخطيرة

المعاناة ممتدة إلى ما هو أبعد من ذلك قبل المحطة الأخيرة وهى القتل، فالرجل فى كثير من الأحيان يستغل زوجته فى الترويج للمخدرات أو حتى العمل للحصول على الأموال له دون حتى أن يتساءل عن مصدر تلك الأموال، وهناك الفئة الأكثر بشاعة والذى يقوم بإغتصاب بناته لأنه ببساطة غير مدرك لما يفعل وتحت تأثير المخدر

الوصول لحل جذرى لمكافحة المخدرات وإعادة التأهيل كلها مسكنات لها طريق طويل قد يصيب وقد يخيب، ما يعرض الأسرة للإنهيار والتشتت وضياع العمر والتسبب فى الأمراض النفسية للأطفال، أطالب كل زوجة إبتلاها الله بزوج مدمن أن لا تستمع للأصوات التى ترفض تطليقها خشية الفضائح أو نظرة المجتمع، فالتعايش وسط جو الإدمان قد يجعلها فريسة سهلة فى حبائل الإدمان أو يأتى يوم وتكون مضطرة فيه للخروج لشراء المخدرات لزوجها، خشية أن تأتى نوبة أخرى محزنة يقوم على إثرها بتكسير المنزل أو ضربها أو حتى قتل أطفاله!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *