ناس تسر.. وناس تجبر الخاطر

• إيمان يحيى باجنيد

-تعرف فلان.؟
-إيوا أعرفه..
-يا سلام عليه.. لو في منه عشرة، كان صرنا بخير
هل ترددت عليك كلمة كهذه في وصف بعض الأشخاص.؟
وهل تمنيت أن تكون واحداً منهم.؟

أنا مثلك تماما، ينتابني شعور بالغيرة المحمودة عندما أسمع أحدهم يعبر عن تقديره لشخص آخر بوصف جميل..
وأبدأ في مراجعة أفعالي، علّي أجد من بينها ما استطيع من خلاله، رسم خطة للتحسين من أخلاقي لأنال عبارة "ياريت في مثلك"

لكن هيهات.. لا تتركني عثراتي أمضي قدماً، بل تظل تذكرني بما جنيته من ثمار تصرفات تتسم بقلة الحكمة.. ومهما حاولت التملص منها بلفت انتباهها نحو ما تحويه نفسي من صفات جيدة وجميلة، تسخر مني قائلة
-وهل تتفضلين على من حولك بما هو مفروض..
-ولكن لا يتحلى الجميع بالصفات الحميدة..
-لهذا أصبح هناك أناس تسر وأناس تكدّر
-نعم إنك على حق

كم هو مخجل أن أعتقد الأفضلية في ذاتي لمجرد أنني ابتسم لهذا وأتودد لذاك، وكأنني بتصرفي قد نلت وسام الاستحقاق، لأصبح المثل الأعلى للأخلاق الفاضلة..

نسيت في لحظات زهوي بما مَنّ الله به عليّ من فضل، أنها هبات يرزق الله بها من يشاء ويمنعها عمن يشاء وليس كأنني أوتيته على علم مني.

يا الله.. ما أرقها من شعرة تفصل بين الاحساس بالحاجة لمن حولنا، حتى نظفر بأجر حسن الخلق وبين امتلاكنا لتلك الصفات لنصنف على أننا من أكثر الناس خلقاً..

قد يثير قولي هذا الاستياء في نفوس البعض.. ولا ألومهم في ذلك فقد أصبت بنفس السوء في وقت من الأوقات، وكنت أسأل في حيرة لماذا لا أشعر بالزهو والفخر أنني صاحبة خلق رفيع.؟

كان السؤال يشعرني ببعض التناقض الداخلي لماذا أبحث عن الثناء وكلنا نبحث عنه ولما ينتابني هذا التضاد.
الإجابة بمنتهى البساطة.. لأن ما يراه غيري في شخصي هو جميل ستر الله عليّ
ليتها تبقى قاعدة نتذكرها كلما حاولت هذه الذات أن تطغى وتختال..
للتواصل على تويتر وفيسبوك emanyahyabajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *