يلازمني شعور قوي جداً أنني دائماً ما أصل متأخراً. كنت في المرحلة الابتدائية وكنت أنتظر بفارغ الصبر أن أنهي تلك المرحلة التاريخية وذلك المنعطف الصعب في حياتي، كل ذلك من أجل أن أتمتع باللعب أكثر وأنجح جوازاً لا وجوباً.
كان ذلك النظام في المرحلة المتوسطة والثانوية وخلاصته، أن الطالب لو كان ضعيفاً ونتيجته غير مرضية يعطى درجة ناجح جوازاً. ومعناها بالبلدي ” ترا ولدكم خايب وهذه المرة نجحناه عشان خاطركم بس”.
أنهيت الابتدائية بنجاح باهر وأذيع اسمي عبر أثير إذاعة جدة بصوت الأستاذ والمذيع القدير د بدر كريم رحمه الله. وفِي السنة التالية اكتشفت أنني وصلت متأخراً فقد ألغي في تلك السنة العمل بنظام ناجح جوازاً وأصبح لزاماً علي أن أنجح وجوباً.
قبل تخرجي من الجامعة، كان الخريج يعين في الدولة عبر ديوان الخدمة المدنية وتفتح له كل الأبواب ومع التعيين يصرف له بدل تعيين مبلغ خمسون ألف ريال. لكن ألغي هذا النظام قبل تخرجي وأصبح لزاماً علي أن أستسنح خمسين ملف و أقوم بتوزيعها على الإدارات والشركات بحثاً عن وظيفة لأنني وصلت متأخراً.
الآن بقي لي على التقاعد النظامي عدة أعوام فوالله لو ألغي نظام التقاعد قبل بلوغي السن القانونية لأقعدن على الطريق وأشتكي وأقول كما قال ادريس جماع:
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح إجمعوه
صعب الأمر عليهم ثم قالوا أتركوه
إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
والحمد لله على العافية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *