مواجهة خطر الإرهاب بروح العصر

• عبدالله فراج الشريف

يرى المتابعون للأحداث في زماننا هذا أن خطر الارهاب قد استفحل، ولم يجد من يصده عن الانسانية بخطة معدة متفق عليها بين الأمم ويدرأ عظيم خطره على ما أنتجه البشر من علم وحضارة عبر العصور، ذلك أن الجميع يعلنون حرباً على الارهاب لا تتجاوز الاعلان الى الفعل، فها هي أمم الغرب التي تملك من العلم والخبرة الكثير في المعارك التي قضت على الملايين من البشر، تعجز عن وضع خطة واضحة المعالم تقضي على الخطر الداهم الذي إن استمر سيقضي على حضارات البشر في هذا العصر لتعود الانسانية مرة أخرى إلى عصور البدائية، رغم أن هذا الإرهاب لا تقوم به جيوش نظامية، عليها قادة علموا فنون الحرب وما يقود الى النصر فيها، ولا يمتلك من الاسلحة ما يتفوق به على ما تمتلكه جيوش الدول اليوم، بل إن جنده غرَّ مجاهيل من صغار السن يصطادهم من يخططون له ويدربونهم على أن يكونوا قنابل موقوتة تنفجر في وجه أعداء الارهاب في كل ارض، ورغم ما كشف عنه العصر من ألوان السلاح الذي يباشر به القتال في المعارك وما يرسل من الجو وعبر الأرض لمسافات بعيدة، ويصيب أهدافه بدقة ، إلا أن العالم كله يظهر في صورة العاجز عن القضاء على هذا الارهاب على قلة ما يملك من الادوات، وقد يظهر لبعض المتابعين ان العجز التام عن ان المواجهة تتم بين جيوش نظامية وعصابات، ولكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذا الامر، فالجيوش إذا وجدت من يقوم بقيادتها بذكاء تستطيع أن تقضي على العصابات، ولكن الأمر الواضح كل الوضوح أن هناك من لا يريد القضاء على جماعات الارهاب هذه، لأن وجودها يحقق له مصالح سعى زمناً طويلاً لتحقيقها وفشل، فجاءت هذه الجماعات القذرة لتحقق له ما عجز أن يحققه لنفسه، فاذا كان الغرب يتوجس خيفة أن تتطور أحوال الشرق فيحقق التقدم، الذي يجعله قادراً على مواجهة مصالح الغرب التي تستهدف استقراره وتقدمه، فان وجود هذه الجماعات المتطرفة وهي في الاساس لا تعمل إلا في محيط هذه الدول تحقق له ما يريده ولكنه غفل عن أن الخطر ليس بعيداً عنه، فعندما يضيق على هذا الارهاب في الشرق سيتجه الى الغرب لا محالة، وكثير من دولنا العربية والمسلمة استطاعت مواجهة هذا الارهاب والحد من نشاطه داخلها، فلم يجد متنفساً له إلا في التوجه الى الدول الغربية، التي ظلت زمناً ليس باليسير الموطن لنشأته لينتقل منها الى الشرق يمارس ما أعد له، فلما ضاقت به السبل عاد من حيث جاء، فكثير من دول الغرب احتضنت جماعات الارهاب على اعتبار أن حياتهم مهددة في أقطارهم ومنحتهم حق اللجوء فيها، وهي اليوم تعاني منهم مباشرة أو من ابنائهم الذين تربوا على أرضهم، ومنحهم الآباء الفكر الذي به يحلون محلهم عندما يعجزون عن مباشرة الارهاب بأنفسهم وما نراه اليوم في دول أوروبا من موجة ارهاب تقع في عديد من الدول الغربية إنما هي ردة إرهاب احتضن الى محتضنيه، فالارهاب هو داء عضال يصيب المجتمعات البشرية، على الجميع محاربته والقضاء عليه لا احتضانه من أجل أن يكون أداة لاضرار مجتمعات أخرى، فهو يعود حتماً الى من استخدمه من أجل الاضرار بالآخرين ليفتك به، فكل الدول التي استخدمته للاضرار بدول اخرى تعتبرها عدوة لها في النهاية عاد ليفتك بمن استخدمه اذا لم يجد طريقاً لمن استخدم من أجله، فالذين ربوه في افغانستان ليكون في مواجهة عدو لهم هو الاتحاد السوفيتي آنذاك، لما فرغ من المهمة عاد ليفتك بمن اطلقوه، والارهاب منذ بدايته وحتى ينتهي هو عمل غير مشروع يفتك بالانسانية، حتى وان ظن البعض أن اطلاقه حيناً في مصلحته، وعلى جميع مجتمعات البشر مواجهته المواجهة الفكرية والأمنية التي تقضي عليه تماماً وتخلص جميع البشر منه، من اتفقنا معهم او اختلفنا فتلك هي الطريقة المثلى لمنع ضرره عن الجميع ولعلهم فاعلون فهو ما نريد والله ولي التوفيق.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *