كلنا نمر بمراحل في حياتنا تحتاج منّا لقرار التغير، والتغير لا يقتصر على أمر ما، بل يشمل كل شيء بدأ بالشخصية وإنتهاء بالعمل والمكان الذي نعيش فيه، وكلما فكرنا في التغير وجدناه صعبا، فالتعوّد على سلوك أو أشخاص أو مكان أمر مهم ومؤثر في الشخصية ويصعب التخلص منه إلاّ بإرادة قوية ودافع يجعلنا نقرر التغير!

البعض يكتشف جوانب سلبية من شخصيته متأخرا، ربما أحدهم دَلَّه على هذا الجوانب وكشفها له وعليه فيجب أن يسعى لتغييرها خاصة إذا كانت تؤذيه بشكل غير مباشر أو تنفر الآخرين منه، فيجب أن يغوص في أعماق نفسه ليتغير ويقوي نقاط الضعف لديه!

البعض الآخر يعتقد أن الناس كلهم ضده وأنهم أقل منه مستوى، يعاملهم بكبر وفوقية ونسى أنه إنسان ضعيف وما يملكه اليوم قد يتلاشى غداً فمثل هذه النماذج عليها أن تبدأ بالتغير لأنها لا تضر نفسها وحسب بل تزعج وتنّفر من حولها وتؤرق حياتهم!!

البعض يُدخّن بشراهة، ورغم معرفته بأضرار التدخين إلاّ أنه مستمر في قتل نفسه بالبطيء، يستنزف أمواله وصحته من أجل سيجارة يتوهم بأنها تعّدل مزاجه، فيؤذي غير المدخنين حوله ويتسبب بمشاكل صحية لنفسه قد تصل إلى أمراض خطيرة تنهي حياته، هذا المدخن بحاجة لقرار التغير لتتغير حياته وتسلم صحته! أحدهم لم يكمل دراسته وغير سعيد في وظيفته ويعاني نقص من نظرة زملائه له لأنه أدنى منهم علماً أكاديمياً،

الوقت مازال متاحاً والفرصة للتغير متوفرة فليس هناك شروط تحدد العمر لقبول الطلبة في الجامعات، فاتخذ القرار وعُد لمقاعد الدراسة وطوّر من نفسك، وزد علماً وستجد أن الله بجانبك ويوفقك أن كُنتَ مخلصاً في نيتك للتغير والتعليم!

أحدهم على خلاف مع فلان، قد يكون أخا أو صديقا أو زميلا له، وقد يجد صعوبة في فتح طريق الصلح وإشاعة السلام، ولكن كل ما يحتاجه هذا الشخص إرادة وقرار للتغير بأن يبدأ هو معالجة الموقف، ويحاول استعادة علاقته المتعثرة ويبدأ بحل الأمور واحتواء المشكلة،

فالعلاقات الإنسانية اسمى العلاقات ويجب أن نحافظ عليها وأن نقدم التنازلات إذا كان الأشخاص يهموننا أو جزءا من عائلاتنا! سلبية الشخص أكثر ما يدمره وينفّر الآخرين منه، فكل سلبي عليك اتخاذ القرار والبدء بالتغير الإيجابي الذي يقّربك من نفسك أولاً

وثانياً من الناس حولك، فليس هناك أجمل من أن تشّع إيجابية وتوزع الابتسامة على كل من يواجهك وأن تمّسك الناس حولك بالأمل وتملأ قلوبهم بالتفاؤل وإن كانت الظروف صعبة والوضع شائكا، فالله رحيم وبالإمكان تغير الحال إذا شعرت بالرغبة في التغير!

أن يزعجك أحدهم وينغص عليك حياتك، فكّر بالتغير وغيّر حياتك معه، وأنهِ تعبك معه فدائماً هناك حلول أخرى وأبواب جديدة قد تجد الحياة أجمل خلفها، فلا تدفن نفسك مع أشخاص لا يسعدونك ولا يحققون لك الرضا !

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *