منجزاتنا الصحية بجدة في خطر
[COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR]
بالأمس أصدر معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، قرارًا بتكليف الدكتور سالم باسلامة مديراً لمستشفى شمال جدة وتكليف الدكتور طه سمان مديرًا لمستشفى الملك فهد بجدة، وذلك اعتباراً من 16- 12-1434هـ وبداية ابارك للدكتور سالم والدكتور طه هذه الثقة واتمنى لهما التوفيق المستديم . لذا أراني مجبرا للعودة لمواصلة الحديث حول حال صحة جدة مذكرا هنا بمقالات سابقة ، ولست وحدي من كتب ،بالنقد وإشادة من غير تطبيل ، ونقد من غير قسوة نعكس على الحالة ما تعلمناه وما اكتسبناه من خبرات في مجالات متنوعة سواء على الممارسة العملية او العلمية او المعايشة الفعلية ولا نكتب حتى نتحرى المصداقية الكفيلة بإخراج مقالة تخدم الصالح العام لا ننظر للأشخاص فهم متحركون ولكن تبقى المعطيات التي يجب ان تكون جيدة لتتوارثها الأجيال عطاء أو استفادة وتناولنا يومها حادثة مأساوية لم تكن الأولى وقلنا لن تكون الأخيرة وذلك ممثلة في وفاة طبيب الأسنان السعودي الدكتور طارق الجهني في أحد المستشفيات الخاصة بجدة ثم ارتكاب نفس المستشفى أخطاء مماثلة وجسيمة وقاتلة تدعونا إلى التفكير الجيد حول وضع مستشفياتنا سواء الحكومية او الخاصة وسبق أن تناولنا ذلك مرارا وتكرارا لكن لغياب الاهتمام بما يطرح جعل الأوضاع تتردى، وربما لو لم يكن الضحية هنا طبيبا مشهورا يعمل بقطاع صحي مهم أو ابن رجل أعمال لأصبح الأمر عاديا ويندرج تحت بند الأخطاء الطبية في حدود المسموح، وها هو ذات المستشفى وفي اقل من عام يكرر نفس الخطأ القاتل ويروح ضحيته طفل بريء ربما كما أشرت سابقا لو لم يكن ابن احد الأعيان لكان الحدث في عالم النسيان مثل ماحدث الشهر الحالي مع طفلة وفي ذات المستشفى واصدرت الشؤون الصحية على عجل كالعادة بيانات متضاربة لتواري بعضا من السلبيات القاتلة .
وللأسف كان نقدنا خارج السرب في عرف المديرية الصحية بجدة وأنه لا زال معظم مستشفيات جدة الخاصة تعمل خارج السرب معظم المنشآت غير ملائمة مبانٍ يتم ربطها ببعض مما شكل خطورة معظم الأطباء خارج كفالات تلك المنشآت الفترة المسائية تعج بالأطباء والفنيين المخالفين للنظام سواء من نظام الإقامة او مخالفة انظم ولوائح هيئة التخصصات، هل يصدق احد ان هناك مستشفى خاصا عمر مبانيه الجاهزة الإفتراضي منتهي منذ اكثر من عشر سنوات! لذا فعن سلبيات القطاع الخاص حدث ولا حرج أما القطاع الحكومي فالحديث يطول وذو مآسٍ.
إذن لا غرابة أن تنعدم الثقة ولا أدل على ذلك من أن أهم مستشفيين بجدة وهما مدينة الملك عبدالله والملك فهد يعين لهما مدراء أطباء العيادات وغرف العمليات أحوج ما يكون اليهما وامثالها كثر وهي مدن صحية تحتاج إلى مدير متفرغ ومساعدين متفرغين للعمل الإداري . بنى تحتية جبارة وإدارات فوقية ابعد ماتكون عن استلهام أهمية الإدارة في تشغيل مثل هذه المنجزات . مما قد يترتب على ذلك مستقبلا من تدمير لهذا البنى وتوهان لتلك الكوادر . إن عدم تعيين مدراء خبراء في مجال الإدارة كما أشرت تعطيل كامل لعطاء تلك المشاريع الجبارة وتفرغ الإدارة مستقبلا للتبرير ورفض تحميل المستشفيات أخطاء سوء الإدارة والأطباء مسؤولية الأخطاء ان الأخطاء عندنا لم تكن خطأ طبيب عن اجتهاد بل معظمها أن أخطاء إدارية أدت إلى الأخطاء الطبية كتعيين مدراء غير متفرغين او مؤهلين لإدارة مستشفيات كبيرة على حساب مهام تخصصاتهم ولا أدري مستشفى واحد تقع فيه احداث مأسوية تؤدي الى وفاة ثلاثة أشخاص في فترة وجيزة وما هو تفسيرها عند الشؤون الصحية ؟! اتمنى أن لا تكون الطموحات قد توقفت مما يعني أن الأمور تسير بالبركة، لدرجة أننا نبرر الأخطاء بالاستشهاد إنشائيا بوجود أخطاء في العالم. او ندمر مشاريعنا الصحية بتعيين مدراء مبدعين في تخصصاتهم لكن حقيقة غير مؤهلين لذلك وإنما حبهم لخدمة الوطن جعلهم يقبلون بتلك المناصب اللتي ادرك انهم لم يسعون لها . إنه واقع مؤلم ومحير، وترك الأمور في مسارها الخاطئ حتما سيؤدي إلى كوارث لا يعلم مدى ضررها إلا الله. هذا وبالله التوفيق.هذا وللحديث عودة .
جدة ص ب 8894 تويترـ saleh1958
التصنيف: