سوف ينظر التاريخ لهذة الحقبة التى نعيشها الآن على أنها عصر النهضة التكنولوجية فى الالكترونيات والاتصالات والمعلومات يصنفها بكونها الثورة الصناعية الثانية فى حياة البشر.ولنا أن نتخيل عمق التغيير والتحول المتوقعين فى انماط الحياة والبناء الاجتماعى والاقتصادى والثقافى مقارنه بما احدثته الثورة الصناعية من تأثيرات على المجتمع الانسانى ككل.

اذن السؤال الذى يطرح نفسه هو: هل تطول الثورة الصناعية الثانية بتأثيراتها وتضع نهاية لعصر المكتبات؟ والجواب نعم , فالمكتبة الاليكترونية أصبحت من معالم القرن الجديد, فنجد أن الموسوعات الضخمه التى تتضمنها المكتبات الجامعيه والعامه انكمشت حتى أًصبحت مجرد قرص صغير تتوالي صفحاتها على شاشه الكومبيوتر, فقد أحدث ظهور قرص الليزرCD-ROM ثورة هائله فى عالم النشر الاليكترونى وبالتالى التأثير على مفهوم المكتبة التقليدية, حيث تبلغ سعة القرص الواحد 650 ميجابايت وهى سعه تتيح تخزين 650 الف صفحه أو 80 ساعة صوت و 15 ساعه فيديو أو يضم قرص الليزر خليطا من كل هذه العناصر, وقد أدى ذلك الى المكتبة الاليكترونية التى تحتوى على نص وصورة وصوت, ومن ثم اصبحت الفرصه متاحه أمام العالم لتحويل المكتبة الى شكل جديد ونموذج للمكتبه ينبض بالحياة.

ان هذا الشكل الجديد للمكتبه أثار فى نفسى بعض الذكريات وكيف عانيت لعدم وجود هذا التطور التكنولوجى الذى أحدث ثورة هائله فى المكتبات , فعندما كنت احضر لدرجة الدكتوراه كان على الرجوع الى المكتبه والبحث فى الدوريات العلمية عن كل ماكتب عن نقطه البحث التى ابحث عنها, وكان المشوار طويل بين المستخلصات سنه بعد سنه حتى اصل الى العام الذى ابحث فيه.فاذا رأيت اشاره من قريب أو بعيد الى موضوع البحث سجلت المرجع أو الدورية الذى ذكر ذلك فيه.وكنت أدور من جامعه الى جامعه وصولا الى مكتبه الكونجرس الامريكى التى تعتبر أعظم مكتبه فى الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع نهاية القرن الماضى ظهرت شبكه الانترنت التى سهلت البحث كثيرا ويرتبط الحاسب الآلى بهذه الشبكة ,وفى المنزل يستطيع الباحث دون الذهاب الى المكتبه والبحث فى المراجع واضاعه الوقت , ان يحصل على كل مايهمه من معلومات ترتبط بموضوعه البحثى , كما يمكن استخدام شبكه الانترنت فى معرفه كل مانشره شخص معين من بحوث , وبهذه الطريقة وبالحصول على المعلومات المطلوبة بحثه بصورة أدق وأشمل .ان مزايا المكتبه الاليكترونيه استخدام الصوت والصوره بأنواعها المختلفة بالاضافه الى النص فى عرض المواد التعليمية والتفاعل بين المستخدم والمكتبة الاليكترونية وتنمية المهارات الاساسية مثل تعليم القراءة والكتابة والنطق, والتشجيع على انتشارها بشكل واسع, فبعضها يمكن التحكم فيه من خلال الالتزام بالمواثيق والاتفاقات الدوليه وبعضها خارج نطاق التحكم الآن .

وهكذا فلن يمضى وقت طويل…ومع انتشار اجهزة الكومبيوتر ودخول الانترنت فى كل بيت, كما دخلت اطباق القنوان الفضائية, حتى تفتح المكتبات التقليدية ابوابها, اذ يقل عدد زائريها الى نسبه كبيره تصبح معها العاملون فيها فى فراغ كبير يبحثون عن قارىء يحل ضيفا عليهم .

ان الشكل الجديد للمكتبه سيجعل القراءة من الشاشة امتع وانت جالس فى مكتبك بالمنزل أو الجامعه أو المؤسسه .أن التطور التكنولوجى المذهل والسريع سيعمل فى تحسن وتطوير الشكل الجديد للمكتبه الاليكترونيه تحسنا جذريا لتحويل كل كتاب موجود فى المكتبة التقليدية أو سيوجد فيها مستقبلا الى شكل رقمى.

ولو أمعنا النظر فى الشكل الجديد للمكتبه فسوف نجد انه مريح فلا تعب مطلوب للذهاب الى المكتبة ومراجعه مأمور المكتبة ومراجعه مأمور المكتبة ومحاولة حجز كتاب اذا لم يكن موجود, هذا بالإضافة الى التكاليف الأخرى, ففى اطار المكتبة الاليكترونيه نجد انها اثبتت مرونه فائققه فى الاستجابة لطلبات القارئ لا تستطيع المكتبة التقليدية توفيرها من حيث معرفه اسماء علماء مختلفين كتبوا عن الموضوع الذى تريدة حول العالم.

حقا لقد مضى عهد المكتبة التقليدية لتأتى الثورة الصناعية الثانية فنجد انفسنا امام نقطه تحول كبرى جعلت العلم سلعه للجميع لااحتكار فيه لأحد الكل يأخذ منها كما يشاء عبر مجموعه من الدسكات أو شبكه الانترنت. وفى ظل هذة التطورات الدولية الهائلة نقتحم بوابه القرن 21 بتحدياته الكبري بشكل جديد للمكتبه نستخدمه على نطاق واسع فى الاطلاع والكتابة واجراء الابحاث العلمية, وقواعد البيانات والتقارير وملفات القضايا والقوانين والفهارس والمعاجم وما الى ذلك خدمه للقارئ اينما كان.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *