مشاكل ما بعد داعش في العراق

• عبدالله فراج الشريف

إن حرب داعش في الموصل ليست كحربه في أي مكان من بلادنا العربية، وليست كحربه من قبل اتحاد دولي تشترك فيه العديد من الدول، انها حرب ايرانية عراقية تختص بمكون واحد من مكونات العراق، رغم ان الموصل اكثر من يسكنونها ليسوا من هذا المكون، وقضية الحرب بين المكونات العراقية لم تغب قط عن العراق منذ سقوطه في يد الامريكان، فهي حروب اهلية متجددة لا تنقطع، وهذا وللاسف ما كنا نتمنى ألا نراه في عراقنا العربي المسلم، وظلت حكومة بغداد التي تنحاز الى مكون واحد من مكونات العراق، تحارب داعش في العراق زمناً طويلاً، ودوماً تبشرنا بقرب القضاء على داعش في الموصل الا ان الواقع لا يؤيد ذلك، ولا يزال الداعشيون حتى اليوم في الموصل يعلنون عن وجودهم، وكنا منذ اسابيع نظن ان نصر القوات العراقية اصبح قريباً جداً، حسب ما نسمع من التصريحات، اما الواقع الذي ينقله الاعلام الينا عبر شاشات القنوات ومنها عراقية تنتمي الى الحكومة العراقية فيظهر لنا موصلاً مدمرا، لم يعد صالحاً لسكن اهله، بنيته التحتية مدمرة تدميراً كبيراً شبكات مياه ومجاري وجسوراً وطرقاً، ولا اظن ان ما تحت الارض منها سليماً وهو ضارب في القدم زمناً طويلاً، الادارات والمستشفيات في الغالب لم تعد صالحة أن تؤدي مهماتها، واهل الموصل بين قتلى وجرحى، وبين مهجرين تؤويهم المخيمات او يبحثون عن سبل توصلهم الى مناطق آمنة، وهي اليوم في العراق قليلة جداً، لبعض مكونات العراق من الذين لا يلفت لهم احد لفقرهم، ولانهم من طائفة لا تعتني بهم حكومة العراق، التي استدعت لهم من ايران من لا يرونها تستحق الحياة، كم كنا نتمنى لو ان العراق كله بمختلف مكوناته مسلماً كان من مختلف الطوائف او غير مسلم من مختلف الاديان قد بقي لنا وحدة واحدة، لم يكن بيننا وبين من يعيشون فيه من كل الاديان والطوائف إلا المحبة والمودة، وإذا زرنا العراق لم نقصر وتواصلنا على طائفة دون اخرى، ولا على اهل ودين دون آخر، واليوم مع اخبار تبثها وسائل اعلام عراقية تخبرنا ان القضاء على داعش في الموصل قريب، وان حسم المعركة معه اقتربت جداً، وهي لنا وللعراقيين ولاشك امنية غالية ولكن ان قدر ذلك فهل ستنتهي مشاكل العراق ومن ضمنها الموصل، هذا ما لا نظنه ابدا، فستبرز من المشكلات الكثير، واولهما عائدية المناطق التي حررت لمن من مكونات العراق والتي اصطرعت عليها هذه المكونات من قبل وتحديدها امر لا محالة واقع، وعودة ما كان يسمى مشروع الاقاليم من جديد وتبنيه من قبل البعض لتفتيت وحدة العراق، وتدخل دول الجوار في ذلك خاصة الدولة التركية، ثم ان قضية الحشد الشعبي والذي يتكون من مكون واحد من مكونات العراق، والذي وقعت منه احداث ضج العراقيون منها، وما هو التصرف الحكيم تجاه ذلك، ومنع المزيد من اراقة الدماء ثم هذه المليشيات المنتشرة على ارض العراق ايرانية او لبنانية وما تقوم به من جرائم كل هذا يجب ان يواجه بحلول حقيقية توقف الزيف العراقي الذي استمر طويلا ، ان معالجة مشاكل العراق لابد وان تتم بعيداً عن الطائفية بكل صورها، واتخاذ موقف حازم منها لاعادة عراق موحد يعيش كل اهله في أمان، فهل يحصل ذلك هو ما نرجو والله ولي التوفيق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *