مسجد عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
أثيرت قبل فترة وجيزة مطالبات عديدة، منها ما كان عن طريق الصحافة ومنها ما كان عن طرق أخرى تطالب بتطوير مسجد عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، من حيث إعادة بنائه على طراز إسلامي يليق بمكانته، وتوسعته وشموله بالمواقف والحدائق الجملية شكلاً ومحتوى، وإحياء وتنظيم مكتبته المشهورة وتسهيل وتحسين ارتيادها للقراء والزوار كسابق عهدها. وظل هذا المطلب حياً يتداوله الكثير من الكتاب والمواطنين على حد سواء إلا أنه لم يجد التجاوب من الجهة المعنية لأسباب يقال أنها “مادية” مع مناسبة ترميمه كلما اقتضى الأمر ذلك فقط؟
ومع النهضة المباركة التي عمت الطائف تقدماً وسياحة، وتنظيم وتحسين مداخل ومخارج سوقه القديم وجعله يتواكب مع الدراسات والمشروعات التي خططت له بحيث يظهر بصورة مشرفة وجذابة لمرتاديه.
فقد سألتُ أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرّج – وهو ابن الطائف – ومن حرص ويحرص خلال مسؤوليته على شمول الطائف بما يستحقه من تقدم ورقي ونهضة حتى ساوى في تقدمه ونهضته ما سواه من المصايف العالمية اصطيافاً وسمعة وتقدماً. سألته لماذا لم يُشمل مسجد عبدالله بن العباس بما شمل غيره من مشروعات الأمانة التطويرية؟ فقال لي: لقد قدمت الأمانة دراسة شاملة وشافية عن ذلك.. ورفعت للجهة المعنية وهي المسؤولة عن تحقيقها وليست الأمانة حسب الاختصاص؟ إلا أنه لم يصدر بشأنها أي إجراء، والأمانة مستعدة في التعاون معها تخطيطاً وإشرافاً فنياً متى ما عزمت على إعادة بنائه وفق الدراسات المقدمة عنه برؤية إسلامية معاصرة.
إن مسجد عبدالله بن العباس يقع جنوب سوق الطائف القديم، ومعظم من يتسوقون في هذا السوق من رجال ونساء يؤدون بعض الفرائض فيه، إضافة إلى الزوار والسُياح والمصطافين، والمقيمين الذين تكتظُّ بهم أوقات الفرائض الخمس . لهذا فهو حري بأن ينظر في إعادة بنائه، على طراز إسلامي يليق بقيمته وبمكانته التاريخية، وشموله بالمواقف والساحات التجميلية المناسبة، حتى لو أدى ذلك إلى نزع ملكية بعض الأملاك المجاورة له، فأوقافه العينية والمادية أكثر من أن تحصى، وكفيلة بسد ثغرة كبيرة من تكاليفه. ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حريصة على العناية بمثل هذا المعلم الإسلامي (تاريخاً ومكانةً) والأمل كبير في أمين محافظة الطائف المكلف المهندس/ محمد آل هميل في شمول ومتابعة مشروع تحسين وتطوير هذا الجامع وفق ما خطط له ضمن مشروع تطوير سوق الطائف (تقدماً ونهضة) .. فهل نسمع جديداً وقريباً عن ذلك يتناسب مع ما تعيشه الطائف من نهضة سياحية وتقدمية على كافة الأصعدة!
ذلك ما نرجوه والله التوفيق.
التصنيف: