يوم الخميس الماضي أكرمنا الله بأن بلغنا دخول شهر رمضان المبارك نسأل الله أن يوفقنا لصيامه وقيامه والفوز بالعتق من النار ،والضيف العزيز المحبب إلى كل نفس ، شهر هو خير الشهور عند الله جل شأنه ، شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وفيه ليلة القدر والتي هي كما ذكرها القرآن الكريم خير من الف شهر ، وها نحن ننعم بفضل الله منذ ايام في نفحات هذا الشهر المبارك لعلنا ندرك فضلا كثيرا من كرم الله علينا جل شأنه ، جعلنا الله وإياكم ممن يشملهم بعفوه ورحمته وكرمه بالعتق من النار في هذا الشهر الفضيل.
فهنيئا لمن أدرك هذا الشهر ، فوفقه الله لصيام نهاره وقيام ليله والامتثال لتعاليمه ، وزاد من فضله وبره ، ولمن يسر له المولى صلة رحمه وتفقد أحوال أهله وذويه ورعيته ومن حوله من إخوانه المسلمين،فزار مريضهم وواسى مصابهم ، وأعان محتاجهم وقضى حوائجهم ، مما وهبه الله من نعمه وفضله.
هنيئا لكل من هب لنصرة المسلمين وإعلاء كلمة الدين النقية الصافية التي لاتحتمل التأويل والإجتهادات الخاطئة وطهر العقيدة مما لحق بها من شوائب التطرف وتهاون التفريط ، فالمسلمون اليوم هم بحاجة فعلا إلى مد يد العون ، وتبصريهم بإمور دينهم وفق المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك . فأوضاع المسلمين اليوم يرثى لها والعراق وسوريا واليمن وليبيا دخلت معمعة الفوضى اللتي شكلت مخاطر عليهم ولهم ولدول الجوار.
وهنيئا لكل شاب استغل هذه الفرصة لكسب مزيد من الأجر والثواب ، وشغل وقته بمايعود عليه وعلى مجتمعه بالخير العميم ، فلم يفرط في وقته ، وابتعد كل البعد عن مغريات العصر وملهيات الوقت ، فأخذ من كل جديد ما يفيد ، ويرى أن فيه مصلحة له ولأمته ، وأبتعد أيضا عن الإسفاف الذي تبثه بعض القنوات الفضائية اليوم ، والذي يكثر غثاؤها بالذات في هذا الشهر وبشكل مؤلم جدا ، وأدرك بأن الاسلام دين وسطية لاتطرف يجنح عن دورب السلامة ولا تفريط يؤدي إلى مزالق الهلاك.
وهنيئا لرجل الأعمال الذي كان في رمضان أشد حرصا ومتابعة لأحوال الضعفاء والفقراء والمساكين ، وحرص على مسح دموع المكلومين وسد عوز المحتاجين ، وحرص على زيارة الجمعيات والمؤسسات الخيرية المشهود لها بالنزاهة، والتي لاشك أنها جاءت فرجا لكل محتاج ، وعون لرجال الأعمال ، لخدمتهم وتوجيه صدقاتهم وزكاواتهم الوجهة الصحيحة ، لتصل بفضل الله إلى المحتاجين حقا ، واللذين لايسألون الناس إلحاحا.
وهنيئا لرجل الأعمال الذي حرص على دعم جمعيات تحفيظ القرآن تجاوبا مع الحديث الشريف ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) والتي بفضل الله لم يعد يخلوا منها شارع أو حي ، وإنه إستثمار ناجح بكل المقاييس.
وهنيئا لمن دعم المشاريع الخيرية لتزويج الشباب ، خصوصا وأن هنالك فتوى بجواز صرف الزكاة في دعم تلك المشاريع الخيرية الهامة ، التي تهدف إلى تحصين الشباب المسلم ،ومكاتب توعية الجاليات ،التي أثبت أن لها دور فعال ، في توعية وتنوير الجاليات والدعوة إلى دين الله على بصيرة متى ما أختير لها القادة الأكفاء النزهاء
وهنئيا لرجل الأعمال الذي وقف مع الجمعيات التعاونية الإجتماعية ، كجمعيات المعاقين وأصدقاء المرضى والإمتناع عن التدخين والمساجين وبعض الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بجوانب إجتماعية أخرى كثيرة ، وهي بحد ذاتها فرص لتوجيه الصدقات بالذات الوجهة الأسلم.
وهنيئا لكل موظف حرص على أن يكون أهلا للمسئولية الملقاة على عاتقة ، فكان في رمضان شعلة من العطاء وشحنة من الحماس ، ودلل على أن رمضان شهر يدعوا للصبر والجلد ومضاعفة الجهد في كلما يعود على المسلمين بالخير العميم ، ودحر أعذار وتبريرات الكسالى ، ممن يخلدون إلى النوم أو الكسل ،بحجة الصيام.
وهنيئا لرب الأسرة الذي تناول مع أفراد أسرته مميزات هذا الشهر ، وأنه شهر خير وتضحية ، شهر يتعود فيه المسلم على تلمس كل جوانب الطاعة ومسببات التقرب إلى الله ، وأنه ليس شهر للأكل واللبس والراحة ، خصوصا إذا غرس الوالدان ذلك في نفوس أفراد الأسرة منذ الصغر ، ونشأت على تفهم تلك الأبعاد السامية لهذا الشهر الفضيل.
وأخير هنيئا لكل مسلم كل، موظف أو تاجرا أو رب اسرة أو في أي مجال من مجالات الحياة المهنية والإجتماعية ، أدرك أن رب رمضان هو رب كل الشهور ، وإن تلك الروح وذلك الإقبال الذي نشهده في رمضان ، لابد أن يكون ديدن المسلم في كل زمان ومكان ، وهي سمات المسلم الحقيقي الذي لابد أن الأحرص على تلمس كل مايقربه إلى الله
وختاما هنيئا لمن رفع اكفه الى السماء وسأل المولى جلّ في علاة النصر المؤزر لجنودنا البواسل المقاتلين والمرابطين على ثغور الوطن . اللهم أنصرهم وثبت اقدامهم وارحم شهدائهم واشف مرضاهم . اللهم آمين .. هذا وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال.
جدة ص ب ـ 8894 ـ فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *