محاولات الاستهانة بأحكام الله
لا شك ان في عصرنا ظاهرة سيئة لابد للعقلاء أن ينتبهوا لها حتى لا تصبح للجاهلين عادة، ففي كل مجتمع انساني من لا يستطيع الالتزام بقوانينه، وقد يذهب بعيداً فيرى أن هذه القوانين يجب ان تغير وقد يتظاهر ضدها، ويحاول الاساءة إليها، وحقيقة الأمر أنه لا يود الالتزام بها ويراها قيودا تمنعه من حريته الشخصية..
ونحن وان لم يكن لدينا قانون الا ان لدينا ديناً يلتزم المجتمع بأحكامه، لان من شرعها لهم خالقهم رب العباد، ولكن الضعف البشري لدى بعض الخلق يجعلهم يتبرمون من أحكام الدين، ولكن الاعتراض عليها صعب، فيبدأ المتضرر من وجودها يبحث عن أسباب تجعله إن تركها محقاً،
فلا يجد الا ما يشيعه وللأسف أعداء الدين من استهانة بأحكامه وبمصادرها الأساسية والقدح في العلماء الذين اعتنوا بها، ومهاجمة علماء الدين في مختلف علومه، والادعاء بأنه إنما بنوا هذه الأحكام على أحاديث ضعيفة أو مكذوبة وانها تعارض القرآن، وللقوم مصادر من كتب المستشرقين المشتهرين بعدائهم للدين، وبعض طوائف المسلمين التي لا تجد مواجهة لمن تعاديها من الطوائف الا محاولة هدم أسس العلوم الشرعية خاصة السنة النبوية، ويظن هؤلاء المستهينون بأحكام الله أنهم قد بلغوا الغاية في هدمها،
وهم في الحقيقة انما قووها باعتراضاتهم السخيفة، واليوم في ساحة الإعلام عدد حتى وان كان قليلا، إلا أنه يحاول أن يملأ الدنيا ضجيجاً وغايته فقط أن يشكك المسلمين في دينهم، وقد سبقهم آخرون منذ بدء ما أسموه عهد النهضة، وما وجدنا أن نهضة خلاله قد تحققت،
وإنما وجدنا عبثاً انتهى الى مزابل التاريخ، أكثره وللأسف هو موجه ضد السنة النبوية، وذهب المهاجمون لها ولم يعد أحد يذكرهم وحتى ما كتبوه لم يعد أحد يطلبه، وبقيت السنة الشريفة تعمر معاهد الاسلام وكلياته وحلقات درسه في المساجد بل وفي البيوت، والإقبال عليها يتزايد خاصة بحمد الله في بلادنا، رغم ما نقرأ بين الحين والآخر من نقيق ضفادع ضدها في بعض الصحف، مما لا قدر له في العلم،
والغريب أن هؤلاء المشتهرين بحربهم لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا تعرف لهم تخصصاً ولا بروزاً في علم أو عمل، وإنما يحترفون ضلالاً قد يؤدي بهم في الآخرة لما لا يرضونه لأنفسهم لو كانوا عقلاء، واما السنة الشريفة فباقية ما بقيت هذه الارض يتدارسها المؤمنون، ويلتزمون أحكامها، يجتمعون لقراءة كتبها وهم سعداء بما يفيض عليهم ربهم من أنوار نبيهم – صلى الله عليه وسلم – ولا يلتفتون لهذا النقيق فهو لا يبلغ مسامعهم،
وكم ختموا من مصادر السنة النبوية الكبرى تلوها وشرحوا ما فيها واعتنوا بما ارشدت اليه من علم وخلق، ونقلها بعضهم الى بعض بالسند، وسيأتي بعدهم من يحمل عنهم هذه المصادر ويتدارسونها حتى تقوم الساعة، ويبقى المحرومون من ذلك معزولون عنهم، كل همهم الاساءة الى الدين، وما علموا ان الاساءة لا تصل اليه،
لأنها تعود اليهم سريعاً، وتصبح في وجوههم وصمة عار يعرفون بها بين الخلق، وستبقى أحكام شرع الله ومصادرها سالمة منهم، لها الأهمية الكبرى في حياة الامة، فما اسخف عقولهم وما أردأ أفعالهم وما أسوأ مصيرهم، فاللهم احفظ هذا الدين واجعلنا من انصاره وحملته ورد عنه كيد الكائدين الى نحورهم انك حميد مجيد.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 64070
[email protected]
التصنيف: