متى يأتي الدور على الدراجات؟

Avatar

بخيت بن طالع الزهراني

** هل قيام كبريات شركات صناعة السيارات بسحب مجموعات كبيرة من سياراتها من الأسواق بعد ثبوت وجود خلل فيها هو أمر طبيعي؟.. بمعنى أن \”الماكينة\” الصناعية يمكن لها أن تفرز خللاً غير مقصود وسط معمعة يومية، وورشة ضخمة تنتج ملايين السيارات؟.. أم ان وراء كل هذه المسائل لغزًا أو أكثر من لغز، لم يتم فك طلاسمه حتى اللحظة، خصوصاً وأن \”عدوى\” الخلل صارت تنتقل من شركة سيارة عملاقة إلى الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، وسط حيرة المستهلكين، أو إن شئت هلعهم مما يحدث، وهم يقرؤون يوماً بعد آخر ما تُطيّره وكالات الأنباء، مما يمكن أن نقول عنه \”فوضى\” جودة الصناعة!!.
** أحد الذين أعرفهم من أمهر الميكانيكيين قال لي كلاماً يبدو للوهلة الأولى مذهلاً، عندما قرر أن \”مؤشر جودة\” صناعة بعض السيارات بدأ يأخذ منعطفاً نحو الأسفل، أو ما يمكن أن نسميه \”منحنى تدهور الجودة\” بحيث صار عدد من طراز السيارات وموديلاتها الجديدة أقل جودة، وأكثر \”هشاشة\”، وصاحب \”عمر افتراضي\” قصير، وربما كان لـ\”لغة السوق\” دور محوري في القضية برمتها، ولغة السوق هذه يفسرها البعض بأنها مصطلح اقتصادي، يرمي إلى تحقيق أعلى معدلات العوائد، مقابل بضاعة هشة، وسط عالم استهلاكي لديه قدرة شرائية، ولا يدقق كثيراً في الجودة، لأنه معني أكثر بالمظهريات والشكل.
** دعونا نتحدث هنا عن خطورة هذه \”الظاهرة\” كما وصفها عدد من الذين تحدثت معهم، بعد أن طفح الكيل، وصار بدل الشركة الواحدة أربع أو خمس شركات كبيرة من صانعي السيارات، يكتشفون، أو لعل الميدان هو كشف الخلل في سياراتهم، ولا نقول التلاعب كما يحلو لبعض الغاضبين.. فهل فعلاً صار الخلل في صناعة السيارات ظاهرة في هذا الزمان؟.. وهل باتت الدقة والمتانة والجودة شيئًا من الماضي أمام من صار معظم همهم زيادة أرباحهم السنوية، على حساب مصنوعات، يمكن لها أن تقدم الموت \”هدية في منديل\” كما يقال إلى زبائنهم!!.
** الاشكالية طبقاً للأنباء المتواترة عمتّ الشرق والغرب معاً، فمن مصانع الشرق إلى المصانع الغربية.. \”يا قلب لا تحزن\”.. لكن الذي نود أن نتوقف أمامه، أنه يتعين على وزارة التجارة، وحماية المستهلك، والمواصفات والمقاييس أن تكون في الموعد، وأن تتفاعل مع كل قضية تثار في هذا الجانب حماية للناس هنا، من هذا الخطر المزدوج، خطر الموت والإصابات في سيارات ضعيفة الجودة، وخطر استلاب أموالهم في بضاعة لا تحمل كل المواصفات التي تراعي السلامة، وخصوصاً عندما يكون الخطر في مكابح الفرامل، أو في تزايد السرعة ونحو ذلك.
** الطريف أو لعله المضحك هنا ـ وشرّ البلية ما يضحك ـ أن أحد المعلقين على خبر أوردته صحيفة اليكترونية بشأن أحدث سحب للسيارات من قبل شركة سيارات دخلت إلى القائمة المشؤومة مؤخراً، قوله (لقد قررت أن اشتري دراجة هوائية.. أحسن وأكثر أماناً\”.. هذا القارئ ربما لا يقصد ما يقول، وربما هو يقصد.. لكن الإشارة التي ألتقطها من تعليقه هي حجم الامتعاض والحسرة على \”جودة سيارات زمان\”.. قبل أن تتدهور الأمور، وتختلط المسائل بهذه الصورة التراجيدية التي تشاهدها وتقرؤها عيوننا كل فترة؟!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *