” أنستكم الرحمة.. وأنستنا إحنا كمان.. ” فرحنا ورقصنا تحت قطرات المطر بعد أن دعونا الله أن تكون سقيا خير ورحمة وصيباً نافعاً.. أبرقت وأرعدت فشعرنا بهيبة الموقف، لكننا لم نهاب المطر، فنحن نحب المطر ونشتاق إليه كل عام، بشوق العاشق لمعشوقه الذي رحل ثم عاد من سفر طويل.

هؤلاء هم أهل جدة.. يستقبلون العائدين إليهم برحابة صدر وتهليل “أهلا وسهلا زارتنا البركة” وأي بركة إنها بركة من رب السماء كانت لها الأرض عطشة والقلوب أيضاً.

جدة التي تحتفي بكل قريب أو غريب فلا فرق بينهما كلهم أحبابها، جدة عروس البحر وفي كل يوم هي في عرس، نهارها بهجة وليليها ونس، جدة “أم الرخا في الشدة” إلا أن هذه الشدة لم تحسب لها حساب، وكانت تقول في كل عام ” معليش هي شدة.. ما حترجع تاني” لكنها تعود، كانت تظن أن الزائر أتى دون موعد، لكنها أدركت ومع تتابع السنين أن بعض أبناءها لا يحسنوا الضيافة، وعندما أرادت أن تعاتب عتاب الأم للابن.. تململ الابن وصال وجال وبحث عن جواب للسؤال، ثم خطرت في باله فكرة لما لا ينكر الأمر ويلقي باللوم على غيره، ليبقى في نظر الأم الحبيبة ذلك الابن البار، فقال : ( ليس ذنبي بل كان الخطأ أننا لم نفتح ” البلاعة” ثم هتف في الجميع، لنبحث عن ” البلاعة”).. وذاع الخبر في المدينة وشمر الصغار قبل الكبار فهذه حبيبة “وزعلها غالي علينا”.

وجدتها..! تعالت الصيحات بين الجموع.
حقيقة..! “الكل قام بدوره”، وفعلا ظهرت الجانية، لكنها لم تكن واحدة، بل كانت لها أخوات في كل شارع وفي كل حي، لا يهم ما دمنا وجدناهم، وفي أبناء مدينتي الجميلة من لازال يدين لها بالفضل فلا يتوانى بالبذل، تكاتفت الأيدي ونزعنا “السدادة” لكن الماء لم ينصرف.

لماذا ؟
لأنها كانت خديعة، فالبلاعة لم تكن في الشوارع..
تفرق الجميع مصحوباً بالتعب وقبله الاحباط وقد ردد بعضهم: ما كان العشم.
للتواصل :تويتر- فيس بوك eman yahya bajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *