ماركة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]هناء حجازي[/COLOR][/ALIGN]
حين عدت للقواميس للبحث عن معنى كلمة ماركة أو براند أو لو حاولنا ترجمتها للعربية علامة أو اسم مميز كنت ابحث عما وراء التعريفات التي أعطتني إياها القواميس، كنت ابحث عن التاريخ السيسيولوجي لهذه الكلمة ومتى تطورت وأصبحت تعني أكثر مما تعني .
بدأ مفهوم الماركة مع بداية انتشار قطعان الماشية التي كانت توسم بإشارة معينة كي تثبت ملكية صاحب المزرعة لهذا القطيع كي لا تختلط المواشي مع بعضها وتضيع الحقوق، ومع مرور الوقت أصبحت بعض المواشي التابعة لمزرعة ما وتحمل وسمها أفضل من مواشي أخرى تحمل أوسمة أخرى، ومن هنا بدأ الناس يبحثون عن الماشية التي تحمل هذا الوسم لمعرفتهم بجودة لحمها أو حليبها .
ثم بدأت فكرة وضع أسماء على المنتجات تنتشر في القرن التاسع عشر، وهكذا بدأت المنتجات المختلفة يوضع عليها أسماء أصحابها أو أسماء معينة تعرف بها، وبدأ الناس يتعلقون بالمنتجات التي تعرف بأسماء معينة لجودتها وتميزها .
وتطورت المسألة حتى وصلنا لهذا العصر حيث بات شراء ماركة لا يعني شراء المنتج لجودته بل شراء الاسم بحد ذاته، التطور الذي نشأ في معنى شراء ماركات معينة هو أن استخدام منتجات هذه الماركات أصبح دليل الانتساب لطبقة معينة، وهذا ما جعل الكثيرين والكثيرات بالأخص يقدمون على شراء منتجات تتبع أسماء ماركات معينة للدلالة على انتسابهم لطبقة البرجوازيين أو الارستقراطيين، وربما كان ذلك تبسيطا لمسألة شديدة التعقيد نفسيا، أو أنها فعلا بسيطة وهي بكل تجريد تعني ما ذكرته سابقا في كل الأحوال فإن ما دعاني للكتابة وطرح التساؤل هو هذا الولع الشديد الذي يقع فيه أبناء الطبقة المتوسطة لدفع المبالغ الطائلة في حقيبة أو حذاء أو فستان أو إيشارب أو أي منتج يحمل أسماء ماركات شانيل أو ديور أو دي آند جي أو فرساشي أو سان لوران أو أو أو أو . . كثيرة هي الماركات، وكثيرة أسماؤها، ومغر الدخول في عالمها، فهو يحمل الإنسان من واقعه الذي يعيشه لحلم العيش في الدنيا التي تسود فيها هذه الأسماء، حيث الرفاهية والحياة المخملية، لذلك لا يصبح عجيبا أن تمضي فتاة ما تعمل كامل الشهر كي تدفع راتبها كله في نهاية الشهر ثمنا لشنطة يد، أمر يصعب تصديقه، لكنه يحدث ومن أشخاص يملكون من المنطق والعقل ما يجعل وقوعهم في هذا الشرك مسألة تستحق طرح هذا السؤال . . هل الأمر فعلا يستحق؟
[ALIGN=LEFT]hanahijazi@ yahoo . com[/ALIGN]
التصنيف: