المملكة العربية السعودية رأس الإسلام ومنبره وساريته، دولة أتخذت الشريعة الإسلامية منهجاً .. والقرآن الكريم نبراساً.. واحكام الشرع تطبيقاً .. وسيرة السلف الصالح لها طريقاً .. دولة التوحيد.. مهبط الوحي.. قبلة المسلمين .. مهوى أفئدة الملايين من المسلمين .. قامت على الحرمين بالرعاية والحماية، فأنفقت في سبيل ذلك الملايين ولا زالت ..

ولم تتخذ ذلك فضلاً، أو رياءً، أو سمعة، بل هو واجب عليها خدمة الحرمين الشريفين شكراً لله وحمداً وثناءَ.. ولعل اطلاق لقب خادم الحرمين الشريفين على ملوك هذه الدولة المباركة من عهد الملك فهد ،رحمه الله، إلي عهد الملك سلمان، حفظه الله، أكبر دليل وخير شاهد على صدق النية، وسلامة التوجه، وحب المشاعر المقدسة، ونيل شرف خدمتها مرضاة لله، وطلباً في عونه، وتسديده وتوفيقه، وشكراً له سبحانه على نعمه علينا والتي لا تعد ولا تحصى، ولعل نعمة الأمن والأمان إحداها فلله الحمد والشكر والمنة.

وبهذا كانت المملكة العربية السعودية عين الرضا لكل من كان قلبه سليم.. ونيته صافية.. ومشاعره صادقة.. تجاه الإسلام وأهله .. وعلى النقيض من ذلك هناك من أوغرت صدورهم بتلك المكانة وهذه الرفعة لهذه الدولة، فأصبحت تعمل ليل نهار لكل مامن شأنه زعزعة أمن هذه الدولة، ومحاولة بث الفرقة والتشتت بين الحكومة وشعبها داخلياً من ناحية، ومن ناحية أخرى بين الدولة وبين جيرانها وجاراتها من الدول.. سواءً كان ذلك دول الجوار، أو دول الخلاف !!

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تكالبت الدول علينا كما تتكالب الأكلة على قصعتها، كما أخبرنا بذلك المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. ولعل ماحدث في الشيشان، وفي مؤتمر التفرقة، والإقصاء، بل مؤامرة غروزني ضد الإسلام الحقيقي، وسنته الصافية، النقية المطهرة، تذييلاً لها، وتسييداً للفرق الراقصة حول القبور والأضرحة!! لكن أؤكد للعقل الجمعي، في وطننا العربي، وعالمنا الإسلامي الكبير،

أن ذلك المؤتمر مؤتمر الضرار، ومؤامرة العصر، ضد أهل السنة والجماعة، إنما هو منحة، وهدية مقدمة للعالم الاسلامي على طبق من فضة، ليعلم الجميع من أهل السنة والجماعة الصادقين، ومن هم أهل الزيغ والضلال والفساد!! لعل الكثير ممن شكل عليهم الوضع، واختلط عليهم الأمر، يعودون ليبحثوا ويقروا، ويحللوا ويمحصوا وينقدوا، كل ماقيل ويقال حول أهل السنة والجماعة، فتظهر لهم الحقيقة، وتنجلي عنهم الغمة، ورب ضارة نافعة، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ..

عوداً على بدء المملكة العربية السعودية أيها الملأ مستهدفة في دينها، وعقيدتها بالدرجة الأولى، ثم في أمنها واستقرارها، بالدرجة الثانية.. وهناك من جنّد نفسه، ووهب عمره لمحاربتها ومحاولة النيل منها، وعلموا واستيقنوا أن ذلك لن يتم إلا بطريقين أساسيين وهما:
أولاً: داخلياً من خلال نشر الإشاعات المغرضة، والاعمال الملفقة، والأقوال المحرفة، وإذكاء العنصرية، والعصبية القبلية، ومنها الشيلات والفخر، والتفاخر بالنسب والقبيلة، وإذكاء بقية من ومضة في رماد الماضي لعلها تكون شرارة توقد من تحت الرماد فتعود الأمور كما كانت قبل توحيد هذه الأرض المباركة، والدولة الأبيّة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله .. فنعود للوراء مئات السنين .. حياة القتل والسلب، والخوف والجوع، وارتكاب المحرمات وانتهاك الاعراض، وسلب الاموال، وغيرها الكثير والكثير ..

ثانياً: محاولة عرض صورة المملكة في إطارٍ من الرجعية والتخلف والانحراف، عن جادة الطريق الاسلامي الصحيح عبر التشكيك في دعوة التجديد للشيخ محمد بن عبدالوهاب ووصف تلك الدعوة بأنها مذهب اطلقوا عليه زوراً وبهتانا المذهب الوهابي والدولة الوهّابية !! ونحن جميعاً أين هو المذهب الوهّابي الحقيقي، ومقره، وحقيقته!! وأن هذه الدولة، دولة ظالمة مستبدة، ومحاربة لكل مخالف لها من بقية المذاهب، المستأثرة والمستبدة، بل وراعية الإرهاب، ومنبع الإرهاب !!

أيها القراّء الكرام إن أعداء الأمة، والملة والعقيدة والمحجة البيضاء، قد اتخذوا الطريقين المذكورين سابقاً خارطة طريق لهم، لتمرير مؤامراتهم، وانجاح خططهم، والوصول لأهدافهم ضد الإسلام والمسلمين، عن طريق منبع الإسلام الصافي ومنارة الاسلام الخالدة بإذن الله المملكة العربية السعودية ..

يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) التوبة ..

فالحذر الحذر من نشر الشائعات، أو تصديق مايشاع من مؤامرات، لدولة أو أخرى من دول الجوار، أو الصديقة، أو ممن تجمعنا معهم مصالح عسكرية او اقتصادية او اي مصالح كانت !! فحكومتنا أعلم بذلك وبكل مايدور من حولنا..

فحذاري من أن نكون جنوداً لتحقيق أهداف الأعداء دون علمنا!! حذارى أن نتبنى رأياً أو توجهاً يخالف رأي وتوجه وسياسة دولتنا .. نحن نمر بحرب ونخوض معركة شرسة ضد عقيدتنا وامننا واستقرارنا.. بل معركة وجودنا!!.
اللهم هل بلغّت اللهم فأشهد ..

الرياض  [email protected]  – Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *