ليس من سمع كمن رأى
قد لا نشعر بحجم التطور الذي نعيش تفاصيله لحظة بلحظة مثلما يستشعر القادمون من خارج البلاد لحجم وهيئة التغيير الايجابي خاصة اولئك الذين سبقت لهم زيارات قبل الألفية الثانية فتبدلت الاحوال في اعينهم حتى باتت الدهشة القاسم المشترك بين جموع الزائرين والزائرات التي صافحت انظارهم حضارة تنموية عالية الجودة تنمو على ثرى وطن بحجم قارة ولا ادل على ذلك الا تلك الاشادات المكثفة المتوالية ابان موسم الحج بعد ان مكنت وسائل التواصل الاجتماعي المنصفين والمنصفات من اطلاق رؤاهم حول مشاهداتهم فليس من سمع كمن رأى.
نذكر ويذكر غيرنا مراحل النمو السريع الذي اعقب مرحلة التأسيس وحول المملكة لورشة عمل تعيش تفاصيلها معظم المناطق والمحافظات والقرى والهجر حتى تمددت المدن واتصلت عمرانيا عبر احياء ومخططات سكنية حديثة ولعلنا نتصور مشقة البعد بين مدينتي الخبر والدمام كنموذج واللتان اصبحتا جسدا واحدا وارتبطتا بشبكة طرق شكلت الخيارات المتعددة للمتنقلين.
نذكر ويذكر غيرنا ان نهضة المملكة العربية السعودية والقفزات التي حققتها في مضمار التحضر والنمو بزمن قياسي لم تؤثر على المبادئ الراسخة بل ظلت المملكة منفردة الاكثر رعاية للدين وتعاليمه بالهيئة الصحيحة واثبتت للعالم ان ديننا الحنيف صالح لكل زمان ومكان ولعلنا نعترف بعدم وجود طبيب سعودي واحد بالمفهوم العلمي الحديث للطب العصري قبل فترة وجيزة ولم يكن بيننا طيار واحد يمكن ان نتفاخر بكفاءته وقس على هذين المثلين لتصل الى حقيقة أن المملكة اصبحت تحتضن آلافا مؤلفة من الكفاءات الوطنية بنين وبنات في مجالات علمية تخصصية دقيقة قدموا للبشرية خدمات كبيرة واضحوا في زمن قياسي محل ثقة القاصي والداني ناهيك عن ثقة المجتمع السعودي.
لا يختلف اثنان حول المكانة المرموقة التي جسدت قيمة المملكة في الأوساط العالمية بعد ان أضحت قوة لا يستهان بها في ظل ما تملك من مقومات عسكرية واقتصادية واجتماعية واعلامية لتصبح ذات تأثير دولي تجلى في أكثر من مناسبة بينها هيئة وفخامة الاستقبال الذي حظي به خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين “حفظهما الله” في زياراتهما لكبريات الدول الصديقة في الشرق والغرب على حد سواء ولعلنا نشير الى الثقة التي باتت عنوان التعامل مع المملكة نظير حكمة قادتها وقدرتهم على صناعة السلام والوئام.
لا ينكر الدور الإنساني الذي تصدت له بلادنا على المستوى العالمي الا جاحد او مغرض حاسد فالمملكة صاحبة السبق في الإغاثة ومد يد العون للقريب والبعيد انطلاقا من استشعارها بالأهمية البالغة لرعاية الانسان أينما كان والأمثلة لازالت تسطر الامجاد بالأمس واليوم وغدا لتؤكد من جديد رعاية المملكة للأعمال الانسانية وحرص قادة الوطن لإدخال السرور لقلوب انهكتها المشاحنات والفتن والبغضاء المصطنعة.
لعلنا نزهو فخرا بما حققنا فالقفزة الحضارية التي بلغت حد لفت الاعناق بعد أن أحدثت ذهول أصحاب التجربة الطويلة في مضمار الحضارة والتقدم توجت برؤية 2030 الرؤية العصرية ذات البعد الحضاري الإنساني لهذا تستحق تجربة المملكة ان تدرس وتحتذى بعد ان ثبت بأن البناء التدريجي المتعقل يثمر عن بروز حضارة بسمات مختلفة لا تتعارض مع المبادئ والقيم ذلك البناء الشامخ المستمر يدعو للفخر والاعتزاز مع كامل الاحترام والتقدير لجملة التجارب المشابهة ذات الصيت في الشرق والغرب ولعل يومنا الوطني يعيد خارطة الأفكار لندرك فقط حجم القفزة من لا شيء الى وطن تجاوز الكثير من الاوطان يدار بالتقنية ويمتلك العقول الناضجة ويعمل لسعادة الإنسانية ورفاهية البشر بعد ان سخر الموارد للخير والنماء ووقف حجر عثرة امام الأشرار صناع الموت المنفقين لموارد شعوبهم فيما يسيء للدين ويخلق الفتن والبغضاء والتفرقة.
التصنيف: