لنبحث عن أسلوب أمثل لكيان ثقافي فاعل
كلما رأيت اجتماعاً للأدباء والمثقفين يعقد في بلادنا ويناقش أفكاراً حول الأدب والثقافة ثم ينفض فتذهب الى أوراقه فلا تجد منها ما يجعلك تظن أن القوم قد صنعوا شيئاً لأدبهم أو ثقافتهم يبقى، وأما ان صدر منه ما يسمى توصيات فلعك واجد فيها من العجب ما يجعلك تجزم ألن يبقى لها أثر بعد أن ينفض سامرهم، هم لم يجتمعوا ليحاولوا صنع كيان مهم لأدبها أو ثقافتها
هم كالعادة يجتمعون ليجتروا موضوعات لهم مكرورة أكل الزمن عليها وشرب، ولم تؤد قط الى ما ينفع الساحتين الثقافية والأدبية وكذا الفكرية المغيبة، يجترون حديث الممنوعات، التي تضطرهم ان يقضوا وقتاً يقضي على ما أتيح لهم من وقت للمناقشة، في صوغ عبارات تتجنب القيود والضوابط وما يجب ان يقال وما يجب الصمت عنه، فليس لهم الوقت الكافي في أن يفكروا فيما يجب ان يكون عليه الأدب في بلادهم، ولا كيف يتخلصون من هذا الكم المتراكم الذي دفعت به المطابع الى مخازن أكثره لا يطلع عليه أحد، وما اطلع عليه ضج المطلعون من رداءته،
ودعنا من اعداد قليلة تميزت وأوتيت قدرة للاتصال بالخارج تحضر مؤتمرات وتؤلف كتباً تطبعها في الخارج، ويتداولها نفر قليل في الداخل، فهم قد يكون لهم ظروفهم الخاصة لا نناقشها الآن، وقد يكون للأعجاب بهم اسباب قد لا يدركها أمثالنا، لأنه لا صلات له بعلية القوم، ويبقى سائر المنتسبين الى الحرف، وقد يكون بين شبابهم المبدع،
من لا يجد مؤسسة ثقافية ينتمي اليها ترعاه حتى يشتد عوده، ويكون في عالم الإبداع شيئاً يشار إليه بالبنان، ونحن ما دمنا لا نلتفت لشبابنا ونبحث بينهم عن المبدعين فسنظل فقراء إبداعياً.
كما هو حالنا اليوم، فلا ينهض بكل مجالات الحياة في هذا الوطن سوى شبابه ممن حباهم ربهم بقدرات وكفاءات متميزة، سهروا على أنفسهم، ووجدوا من المخلصين من أبناء هذا الوطن من أخذ بأيديهم حتى بلغوا درجة الابداع فدفع بهم الى الساحة، وقضايا الشللية السائدة في النوادي الادبية وفي الادارات المشرفة على الثقافة والادب في وزارة الاعلام والثقافة، وحتى مؤسسات الشباب، والتي تقف حجر عثرة في طريق انتاج إبداع متميز في هذا الوطن،
وما لم نستحدث من المؤسسات ما ينهض بالأدب والثقافة والفكر وسائر العلوم والفنون، فسيظل الابداع غائباً، ونظل تدور في حلقة مفرغة لا تنتهي وهذا الأمر طال فيه الجدل،
ولا ندري ما هي الأسباب التي تحول دون اتخاذ قرار به لننهض بثقافتنا وادبنا وفكرنا وسائر العلوم التي تهمنا لبناء الوطن، وايضاً للاهتمام بالفنون التي لا تتعارض أبداً مع ثقافتنا الدينية، وتمضي بنا السنون ومن حولنا دول مثلنا نهضت في هذا المجال ولانزال نحن نراوح مكاننا، واختيار قادة فكر وأدب وعلم ليس بالأمر الهين،
وما لم نتخذ خطوات جادة نحو هذا فستظل نظرة العالم من حولنا الينا فيها الكثير من الانتقاص لنا، وسعينا الدائم الى أن نوجد من المؤسسات الوطنية ما ينهض بكل جوانب الحياة في هذا الوطن هو العمل الوطني الرائع الذي سيجعل منا أمة حية تشارك العالم في احداثه في مجالات الحياة فهل نفعل، هذا ما ارجوه والله ولي التوفيق.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 64070
[email protected]
التصنيف: