•• كنا يومها نأخذ اماكننا على شرفة ذلك المطعم الشهير في جبل لبنان.. كان لبنان لتوه خلص من حربه العبثية التي استطاعت المملكة ان تجمع اصحابها في الطائف وتخلص لبنان بكل طوائفه من ذلك النزاع المرير الذي امتدت لسنوات حتى اصبح التحرك بين اجزائه أمراً من المستحيلات..
لقد تحولت احياؤه الى اماكن للأشباح واصبحت دوره خرائب بعد ان كانت من البهاء أجمله.. لقد غدى وسط بيروت الى اكوام من الاحراش تعيش فيها الكثير من الحشرات الضارة.. حيث اصبحت اماكن لتوالدها.
عندما التفت إلى صديقي ذلك اللبناني وهو يضع نظارته على الطاولة بيننا قائلا:
لا أعرف إلى أي مدى سوف يبقى هذا الصراع اللبناني بكل ما جلبه من دمار لكل لبنان لو لم تكن هناك الدولة السعودية التي استطاعت ان تجمع المتحاربين والمقاتلين في اجتماع فاعل في الطائف وتخرج لبنان من هذه الحرب العبثية ان على لبنان ان يستذكر هذا الموقف لوحده لتعيش المملكة في وجدانه حباً وتقديراً.
تذكرت هذا الذي مضى عليه سنوات طويلة وأنا أتابع هذا الموقف المنقلب ضد المملكة من قبل بعض مسؤولي لبنان الأمر الذي استدعى المملكة ان تتخذ موقفها الصارم والحازم ضد اولئك.. لا ضد لبنان ككيان أبداً.. فلبنان بلد عربي وسوف يظل عربياً مهما اعترته بعض المواقف وسوف يجد المملكة هي السند الحقيقي له مهما كان هناك تطاولا عليها.. هذا هو قدرها الذي تؤمن به.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *