لا تبتعد كثيرا.. ففي البعد جفاء..!

• إيمان يحيى باجنيد

أنا آسف.. كلمة من ثلاثة أحرف لكنها ثقيلة جداً عندما نبوح بها، تمنعنا عنها اعتبارات عدة صنعتها في نفوسنا قسوة الحياة ورغبتنا بأن نكون على قدر تلك القسوة، حتى لا يشار إلينا على أننا ضعفاء.. مع أن الضعف في بعض الأحيان ميزة، هذا لو اعتبرنا الاعتذار ضعفاً وليس إنسانية، وبين الأمرين خيط رفيع لا يدركه البعض.

أنا آسف.. فقد اخطأت عندما أضعت الفرصة التي كانت أمامي ولم أعبر لك عن مقدار حبي وعن قيمتك عندي.

أنا آسف.. لم أدرك أنكم أهم من كل ما حولي وتركت الوقت يمر دونكم.

انا آسف.. أنني لم أجمع معك ذكريات أتذكرها كلما مر طيفك فأبتسم لها، وقد أسردها على من حولي عندما يسألونني لماذا تبتسمين فأقول بأنني فقط تذكرت.. فظهرت ابتسامتي بالرغم من شعور الفقد الذي يملأني.

أنا آسف..
ما الذي تفعله.. هل ستضيع وقتك في الأسف وتعض أنامل الخيبة بعد فوات الآوان.. ؟

أعلم ما الذي منعك، إنه داء يأتي في غير صورته الحقيقية اسمه الكبرياء، يجعلك تقف عاجزاً عن الحركة يتملكك إلى حد أنك عندما تتكلم تصاب بالتعجب مما تقول، وكأن المتحدث شخص غيرك، ثم تحزن على ما ألمّ بك فلم تعد ذلك البسيط الذي يأخذ الناس على حسن نواياهم ويؤثر صفاء النفس على سوءها.

أشعر بك تماماً فجميعنا لا نختلف عنك، قد تمر بنا تلك الحالة ونستمر نقاتلها وتقاتلنا إلى أن ينتصر أحدنا على الآخر، إلا أنني اتخذت قرار مختلف.. لن أدعها تنتصر في المرات القادمة، أو سأحاول أن لا أدعها تنتصر وسأتغلب عليها، لأنعم ببعض البساطة والتلقائية التي فقدت طريقها إليّ عندما كنت أبحث عن صورة ليست لي مع أنها تشبهني من الخارج فقط.

لا تبتعد كثيراً، البعد يولد الجفوة.. أو كما يقولون” بعيد عن العين بعيد عن القلب” فيمتلئ القلب بشخص آخر ليس على قدر المواصفات التي يستحق بها أن يسكنه، ولكن ما العمل فصاحب القلب مفقود بإرادته، والقلب لا يستطيع البقاء خالياً لابد من أحباب يملؤنه فإن لم يكونو أحباب شغله غيرهم، إن قررت الابتعاد فليكن، إنما على الأقل.. لا تبعتد كثيراً.
للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *